من الخطأ أن نتحدث عن الشباب وكأنهم كتلة واحدة صماء وذلك لأن احتياجات وتطلعات، وبالتالي طريقة عمل أو منهج كل مجموعة من هؤلاء الشباب، تختلف عن المجموعات الأخرى رغم وجود تطلعات عامة مشتركة يجمع عليها كل الشباب، فعندما نتحدث عن رؤيتهم أو تطلعاتهم ودورهم في بناء الوطن، فإنه يجب أن نحدد أولاً وقبل كل شيء أي شباب نقصد؛ لأن لكل مجموعة من الشباب وجهة نظرها ورؤاها التي قد تختلف كلياً عن وجهات النظر والرؤى الأخرى.

Ad

من الطبيعي جداً أن يكون للشباب عموماً بحكم الفئة العمرية التي ينتمون إليها همومٌ عامة مشتركة، وتطلعات واحتياجات عامة واحدة أيضاً؛ من ضمنها الحرية والكرامة، والحصول على وظيفة مناسبة وسكن خاص ملائم، وخدمات عامة متطورة.

كما أنه من الطبيعي جداً أن يكون الشباب في طليعة القوى التي تنادي بالتغيير والإصلاح، وهو ما رأيناه على أرض الواقع خلال العام الماضي، سواء في الغرب عموما أو في الدول العربية، ومن ضمنها الكويت، وذلك لما للشباب من قدرة على التنظيم الجيد واستخدام وسائل الاتصالات الحديثة، فضلاً عن توافر طاقة رهيبة وحماس فعال وطموح متقد يتميز به الشباب على الدوام، وهو ما يساعد على العمل المتواصل لساعات طويلة.

وغني عن البيان أن هذا الأمر ليس بجديد البتة، ففي الحركات الثورية وحركات التغيير في العالم كافة كان للشباب دائما أدوار قيادية مؤثرة جنباً إلى جنب مع الفئات العمرية الأخرى من الشعب.

وعلى مستوى ساحتنا المحلية فالوضع ليس استثناءً من الوضع العالمي، فقد كان، ولايزال، وسيظل للشباب دور مؤثر وقيادي في الحراك الشعبي المناهض للفساد والمطالب بالإصلاح السياسي والديمقراطي.

وإذا ما عرفنا أن مجتمعنا يعتبر مجتمعاً شاباً تمثل فئة الشباب فيه قرابة 60% من المواطنين، فإن الدور الشبابي القيادي المؤثر في الحراك الشعبي لن يصبح مستغرباً البتة.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه من التبسيط المخل الحديث عن الفئة العمرية المسماة الشباب ككتلة واحدة متجانسة، إذ إن بينهم تباينات واختلافات جوهرية سببها الخلفية أو المرجعية الفكرية والسياسية من ناحية، والوضع الاجتماعي- الاقتصادي لكل مجموعة منهم من الناحية الأخرى.

هناك مثلا شباب "الإخوان المسلمين" (حدس)، وشباب السلف، وشباب المنبر الديمقراطي، وشباب التحالف الوطني الديمقراطي، وشباب حزب الأمة، وشباب التيار التقدمي الكويتي، وشباب التحالف الإسلامي الوطني، والشباب المستقل... إلخ، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته بسهولة جداً أثناء انتخابات الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي.

أضف إلى ذلك أن الشباب ينتمون اجتماعياً واقتصادياً إلى فئات وشرائح وطبقات مختلفة؛ لكل منها همومها ونظرتها المختلفة إلى مستقبل الوطن.

لهذا فإنه من الخطأ أن نتحدث عن الشباب وكأنهم كتلة واحدة صماء وذلك لأن احتياجات وتطلعات، وبالتالي طريقة عمل أو منهج كل مجموعة من هؤلاء الشباب، تختلف عن المجموعات الأخرى رغم وجود تطلعات عامة مشتركة يجمع عليها كل الشباب.

إذن عندما نتحدث عن رؤية الشباب أو تطلعاتهم ودورهم في بناء الوطن، فإنه يجب أن نحدد أولاً وقبل كل شيء أي شباب نقصد؛ لأن لكل مجموعة من الشباب وجهة نظرها ورؤاها التي قد تختلف كلياً عن وجهات النظر والرؤى الأخرى.