الشرهة على السلف

العبد لله خبير دولي في الكمبيوتر، فمن آخر إنجازاتي أني قد كتبت مقالا عن الأحداث المحلية، ولما أردت طباعته حتى يتسنى لي إرساله إلى "الجريدة" انهمكت بحديث هاتفي جعلني أطبع مقالا غيره! ومسح المقال الذي كتبته في غضون ساعة ونيف! بدون أن أخزن نسخة منه.

الحقيقة أن الأحداث السياسية المحلية حبلى، فالأزمة تلد أخرى، ورغم كل التوجيهات والمناشدات من ذوي الشأن وأولي الأمر فإن "عمك أصمخ".

ومن أهم صفات السياسي أن يكون "رجل دولة" رجل "تكانه" فبعض النواب كأنهم مراهقون، إذ يتحدثون وكأنهم "فتوات"، وأساليبهم تدمر ولا تعمر، فالسباب والقذف العلني لبعض رجال الدولة وبطريقة مخجلة لا تنم إلا عن سوء أدب!!

ومع الأسف الشديد بعض الناس حين يبلغ من العمر عتياً ولا يتحدث بأدب وبمفردات مهذبة فأعتقد أنه لم يعد له فائدة، فمن تهاون في دينه وتقمص دور السياسي فهو مجرد طالب كرسي، ولن تكون له فائدة لنفسه ولا لمقربيه ولا لبلده، وأتمنى أن ينتبه لنفسه ودينه وأخلاقه، وأن يترك تحديا لا جدوى منه حتى لو كسبه.

الحقيقة أن تراخي السلطة هو ما أدى إلى ذلك الوضع المؤسف، فلو ترسخت الهيبة وتقدم رئيس الوزراء ليرد على الاستجوابات العديدة التي قدمت له، وتحدّث وفنّد مع امتلاكه لأغلبية مريحة لما وجدنا مثل هذه المظاهرات المؤسفة من أناس لعب فيهم الفراغ وكثروا من "البشاور"! وأخذوا القصة على أنها "وناسة"!

ومن فضل الله علينا الحكم مستقر ومقاليد البلد "ماشية" والحكومة متعاونة، وآخر تعاونها "كادر المعلمين" الذي قبلت به رغم اعتراضها، إذ وافقت احتراما لتصويت البرلمان أصلا "لا يوجد ما يعكر صفو الماء".

ورغم بعض الملاحظات الوجيهة فإن التفاعل لا يكون بهذه الطريقة السيئة التي أساءت إلى مرتكبيها قبل أي أحد: مظاهرات واعتصامات وقوات خاصة وتجمع لنواب "إلا الرئيس" وتجمع آخر لمؤيدي الرئيس، وكأننا في بلد أهله متناحرون!

من أهم الأمور التي ساءتني وجود بعض المحسوبين على السلف وأهل السنة والجماعة في هذه التجمعات المشبوهة، ومنهم من أخذ دور "عريف" ساحة الإرادة، فهؤلاء هم بالذات من "أشره" عليهم، وهم من يعرف تماما "أن السلفية الحقة تحرم الخروج على الحاكم وإحراجه". إن ما حصل هو خروج صريح وواضح على ولي الأمر، فأسأل الله أن يهديهم ويوفقهم إلى سواء السبيل، وحفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.