منظور آخر: عينها حارة!

نشر في 23-09-2011
آخر تحديث 23-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 أروى الوقيان في ثقافتنا نميل إلى الإيمان بأننا كاملون، والعيب في من حولنا، ومع كل أسف تجد أصغر طفل يكلمك بغرور، مطلقا الجمل الثقيلة على أذني وقلبي «كيفي كويتي»، وكأن هذا الشعار يسمح له أن يعمل ما يشاء دون مراعاة لمشاعر الآخرين.

في أي تجمع أو حفل أو أي عزيمة، هناك دوما واحدة يتم وصفها بأن "عيونها حارة" أي أن لديها قدرة خارقة على أن تزيل النعم التي لديك في حال تمنتها لنفسها، ونجلس في هذه العزيمة ونحن في حالة قلق من عينها لا نقول الحكايات المبهجة أمامها حتى لا تحسدنا، وتكثر الحاضرات من الشكوى أمامها، وإن شاء الحظ وحدثت أي مشكلة في يومها فإن السبب معروف: "فلانة عينها حارة"!

باتت مشكلة التخوف من العين، تصبح جزءا من ثقافتنا، وهناك بشر لا يؤمنون بالقضاء والقدر واختبار الله لهم، ولا أي من هذه التفسيرات، فيحيلون جميع الأمور التي تحصل لهم إلى "العين الحارة" والحسد، حتى بات هذا الاعتقاد وهماً يلازمهم.

في ثقافتنا نميل إلى الإيمان بأننا كاملون، والعيب في من حولنا، ومع كل أسف تجد أصغر طفل يكلمك بغرور، مطلقا الجمل الثقيلة على أذني وقلبي "كيفي كويتي"، وكأن هذا الشعار يسمح له أن يعمل ما يشاء دون مراعاة لمشاعر الآخرين. الأغلب لا يحاسب نفسه، ولا يتعرف على أخطائه، ويميل إلى أن يتكل بأخطائة على الآخرين، مستخدما "العين الحارة" كواحدة من أكثر الأسباب المقبولة اجتماعيا، بل ستجد الكثيرين يحكون على مسامعك عن قصص حصلت لهم بسبب "العين الحارة"!

نعم "العين الحارة" موجودة، والحسد والحقد موجودان، ولكنهما ليسا من أسباب مجاعة الصومال أو التسونامي، فهناك أسباب أخرى وراء فشلنا، وهناك أمور قدرية يشاء الله لها أن تكون، ولكن أن نعتمد على "العين الحارة" بكل مصائب العالم فهذا ما هو إلا هلوسة ومعتقدات موروثة!

تلك المعتقدات الموروثة ألعن من مصائب كثيرة تمر على الإنسان، فهناك من يطبب أبناءه بطريقة خاطئة فقط لأنها موروث شعبي.

وهناك من يبالغ في الخوف بسبب قصص قديمة من نسج الخيال، وهناك من يعيش حياته على وهم أنه محسود لذا تجده مكتوف اليدين لا يفعل شيئا، وهناك من اكتفى بالتذمر الدائم دون أن يسعى إلى تحسين وضعه، وهناك من يرى أن "العين الحارة" نعمة يفرغ فيها أحقاده على الآخرين!

قفلة:

دعوة إلى أصحاب "العيون الحارة"، أن يركزوا شررهم على جميع المختلسين وملايينهم التي نهبوها من المال العام، لأنه لا ضمير حتى الآن جعلهم يعدلون عن السرقة!

back to top