قال الله تعالى "وأذن في الناس بالحج..."... عشنا وشهدنا خلال الأسبوع المنصرم أياما تعتبر من أعظم أيام العمر، ولا شك أن في تأدية فريضة الحج أجراً عظيما وفوائد جمة، فالطقس كان مناسبا لتأدية مناسك هذه الفريضة المباركة، مما ساعد كثيرا في توفير جهد على الحاج، وأيضا كانت الاستعدادات من حكومة المملكة الشقيقة ممتازة، والجهود على مستوى الحدث، وأجدها فرصة لكي أتقدم بالشكر الجزيل لحكومة المملكة الشقيقة على التعامل الإيجابي من جميع القائمين على خدمة الحجاج، وأخص بالذكر رجال الأمن السعوديين الذين لم يدخروا جهدا في سبيل خدمة الحجاج.

Ad

لا شك أن الإيجابيات طغت على السلبيات النادرة، فمن خلال ما مشاهداتي فإن هناك عدة ملاحظات من المهم تداركها في المستقبل، على رأسها "الافتراش" وما أدراك ما الافتراش؟! حيث يجلس بعض الحجاج في ممرات الحجاج وطرق سيرهم سواء في منى أو في الجمرات، وهم بهذه الوضعية يعيقون حركة الحجاج ويعرضون أنفسهم للخطر من الدهس بالأرجل، وأبين هنا أن التساهل الواضح في التعامل معهم لن يجدي نفعاً، ولن يكون ذا قيمة.

أعلم تماما وأثق بنوايا القيادات الأمنية الذين يريدون الخروج بأحسن صورة أمام الحجاج، إنما ليست كل نية طيبة تنفع، وجدير بالذكر أن تعامل رجال الأمن مع الحجاج كان إيجابيا وممتازا، بل كان غاية في التحضر والإنسانية.

ومنسك هذا العام شهد تفعيل عمل "قطار المشاعر"، وحقيقة أنا لم أركبه، لكني شاهدته، ويا له من منظر!! ويا لها من قفزة حضارية كبيرة!! وبإذن الله وبهمّة الأشقاء في المملكة سيتم تطوير هذا المعلم الحضاري المهم وهذه الوسيلة الممتازة لمساعدة الحجاج، فقد كان التنظيم في الدخول والخروج من القطار على أحسن صورة وبشكل شبه خال من السلبيات كما سمعت من الحجاج.

لا أنسى من خلال هذه الكلمات المتواضعة أن أنبه وزارة الأوقاف الكويتية إلى الأخذ بعين الاعتبار والمسؤولية لما يسمى "حملات الرصيف"، والتي يتميز أكثرها في حقيقة الأمر عن الحملات النظامية الرسمية، فكم من حملة رسمية وهي أصلا تحمل مسمى بلا عمل فعلي، فهي مجرد بيع تصاريح وتأجير بالباطن.

والقائمون على شؤون الحج في الكويت يفهمون تماما ما أقصد، فيا حبذا لو تم عمل نظام مبتكر ومتطور يتم من خلاله تأهيل الحملات المتميزة بالفعل، من حملات الرصيف لتصبح رسمية، وفي نفس الوقت يتم إيقاف غير الجادين من حملات التصاريح والتأجير بالباطن.