رجال الدولة، هؤلاء شبه منقرضين في السلطتين، بدليل أن فقدان الرؤية الاستراتيجية، وهي صنعة رجل الدولة، وعلى القارئ هنا أن يبحث عن معنى هذا المصطلح في محركات البحث، ستفاجئه لأن رجل الدولة لا تعني فقط كلمة «سياسي» فالأخير ثمنه رخيص بسبب توافره بكثرة في السوق.

Ad

أول العمود:

زحام شديد سببه الكويتيون في القطاع الخاص، لكن باتجاه باب "خروج"!

***

هناك مسائل تحت السطح لا يجري الحديث عنها في خضم الضجيج الذي ملأ سماء الكويت حول تراجعها وتردي أدائها على أكثر من جبهة، وهو وضع بات يحرج حتى "البصامة" أو من يسمون عرفا بـ"الحكوميين".

سأختصر في ذكر تلك المسائل على طريقة كتابة الوصفة الطبية التي غالبا ما يتبعها كلمة شهيرة: "عالصيدلية... سلامات".

أولى تلك المسائل، رجال الدولة، هؤلاء شبه منقرضين في السلطتين، بدليل أن فقدان الرؤية الاستراتيجية، وهي صنعة رجل الدولة، وعلى القارئ هنا أن يبحث عن معنى هذا المصطلح في محركات البحث، ستفاجئه لأن رجل الدولة لا تعني فقط كلمة "سياسي" فالأخير ثمنه رخيص بسبب توافره بكثرة في السوق.

ثانيا، خذ عندك سراق المال العام والعابثين والمستهينين به من موظفي الدولة كبارا وصغارا، واقرأ في ذلك تقارير ديوان المحاسبة منذ السبعينيات إن شئت، سرقات وتضليل تحت مسميات إدارية مفصلة: "عُهَد، نثريات، أوامر تغييرية، عضوية لجان"، والقائمة تطول، فهؤلاء هم المتصرفون الحقيقيون في مال الدولة... لو أمعنا النظر: "فئة الوكلاء والمديرين".

المتنفذون، مصطلح كويتي، وجدت جذوره ضاربة في مذكرات خالد سليمان العدساني يرحمه الله "نصف عام للحكم النيابي في الكويت"، في وصفه لما آلت إليه الأمور في المجلس التشريعي عام 1938.

وهؤلاء صنفان، الأول: ونصفهم أغبياء لأنهم يعتلون مناصب ويستغلونها بأشكال تنسف القوانين ويتعرضون للنقد العلني أحيانا. والصنف الثاني: أذكياء وخطرون، ليس لهم صلة بعضوية حكومة أو برلمان، يعيشون في الهواء الطلق، قطاع خاص، أعمالهم ومصالحهم سارية بدون عراقيل، يضربون بأي قانون يوقف مصالحهم طول الحائط وعرضه و"شرفه"...

أسماؤهم تتداول في أحاديث الدواوين فقط، ولا يوجد منهم أحد في السجن، ولا يظهرون في الصحف.

شكرا لقراءتك هذا المقال، وأطلب منك قصه من "الجريدة" والذهاب به الى الصيدلية: "ثاني ممر على يسارك، سلامات وما تشوف شر".