إن اعتقد وزير التربية والتعليم العالي أحمد المليفي يوما أن زيادة أعداد المقبولين في جامعة الكويت ستحل المشكلة التي تعصف بالجامعة منذ ما يقارب السنتين فهو مخطئ.

Ad

على المليفي أن يعمل لحل مشكلة تهدد التعليم العالي في الكويت بشكل دائم لا مؤقت ينقذ به نفسه وهو على كرسي الوزارة، فزيادة أعداد المقبولين بشكل يعارض الدراسة التي قدمتها عمادة القبول والتسجيل إلى مجلس الجامعة ومعها عدد من الحلول والاقتراحات لحل أزمة الطاقة الاستيعابية للجامعة ما هي إلا حلول «ترقيعية» وتجاوز على «الحلول» الأكاديمية بشكل ترثي له الحال.

المصيبة الأعظم هي فيما إذا علمنا أنه حتى المدينة الجامعية الجديدة في الشدادية لن تحل مشكلة الطاقة الاستيعابية للجامعة، فقد بينت عدة تقارير أن طاقة «الشدادية» الاستيعابية لا تتجاوز الـ30 ألف طالب وطالبة، بينما ينتسب إلى جامعة الكويت حاليا قبل الانتقال إلى مدينة صباح السالم الجامعية ما يتجاوز الـ25 ألف طالب.

وإن افترضنا جدلا أن عدد خريجي كل عام هو 5000 طالب، وعدد المقبولين سنويا هو 8000 طالب فإن الأعداد عند الانتقال إلى الشدادية ستتجاوز الطاقة الاستيعابية لها بلا شك. على الأكاديمين والمشرعين قبل الخوض في نقاش لحل هذه الأزمة التي بدأت بوادرها الأولى تطل علينا، أن تلتفت إلى قانون منع الاختلاط الذي– في حال إلغائه- سيزيد الطاقة الاستيعابية لجامعة الكويت الحالية إلى الضعف لتوفير عدد إضافي من القاعات الدراسية التي كانت تقسم ساعة لطالبات وساعة أخرى للطلبة!

هذا فضلا عن ضرورة الأخذ باقتراح مدير الجامعة الحالي د.عبداللطيف البدر بتخصيص مدينة صباح السالم الجامعية كجامعة حكومية أخرى على أن تبقى جامعة الكويت الحالية في أماكنها.

كما أن تفكيك كلية البنات بما تضم من تخصصات وتوزيعها على كليات أخرى، توفر مبنى كاملا يحمل ما يتجاوز الـ3500 طالب بدلا من تخصيص مبنى كامل فقط لـ600 طالبة يدرسن تخصصات من المفترض أن تكون مسموحة للطلبة كذلك!

مشكلة الطاقة الاستيعابية إن لم تحل في القريب العاجل، فإنها ستضعنا في دوامة نحن في غنى عنها، فهل يعقل أن نبني جامعات الدول الأخرى ويظل أبناء الكويت عاجزين عن دخول جامعة بلدهم بحجة عدم توافر مقاعد؟!