كتب قارئ عزيز تعليقا على مقال الأسبوع الماضي "المسلسل المكسيكي" فقال إن مسلسل محاكمة مبارك ليس مكسيكيا ولا تركيا ولكنه أميركي من نوع "الست كوم" الذي يتم فيه تركيب أصوات الجمهور على أحداث المسلسل، وذكر آخر أن سبب إطالة المسلسل هو "التسويف"– بالفاء- الخليجي وليس "التسويق". شكرا للقراء الأعزاء.
***"احمدوا ربكم أن مبارك ليس بشار ولا صالح". "مش كفاية الجيش مقتلكوش". "مبارك كان قلبه عليكم... احمدوا ربكم". هذه التعليقات تتكرر كثيرا هذه الأيام خاصة من جانب بعض الكتاب والمحللين المؤيدين للنظام السابق من الباطن، والمعترضين على رفض الشعب للمجلس العسكري. وبداية فالحمد لله على كل حال كما قال رسولنا الكريم: "عجبا للمؤمن أمره كله خير إن أصابه شر رضي وصبر وإن جاءته نعمة حمد وشكر"، فالحمد لله. واحتراما لمبدأ الاختلاف في الرأي- وليس للرأي ذاته- نطرح على هؤلاء بعض الأسئلة: ما وظيفة الجيش في أي بلد؟ هل يستحق المدح من يقوم بعمله؟ وهل يجرم الفعل لذاته أم لعدد المتأثرين به؟ وماذا فعل المجلس العسكري؟ وللإجابة وباختصار شديد فالجيش في جميع دول العالم واجبه حماية البلد من التدخل الأجنبي لا قتل المعارضين، فإن لم يقتل المتظاهرين فقد أدى واجبه، وكما نقول فلا شكر على واجب تماما، كالمدرس الذي يعلم طلابه والطبيب الذي يعالج مرضاه، والأب الذي ينفق على أولاده؛ كل هؤلاء يقومون بواجبهم، فلماذا يجب أن نشعر بالمن والإحسان من الجيش لأنه لم يقتلنا؟يجرم الفعل لذاته وليس لعدد المتأثرين به، فأن يقوم نظام بقتل 10 أو100 أو10000 فهو في كل الأحوال نظام طاغ مستبد فاسد فاشل، فالجرم ليس في عدد الشهداء، ولكن في استباحة الدماء والسؤال ليس كم قتل؟ ولكن لماذا فعل؟ونأتي إلى السؤال المهم: ماذا فعل المجلس العسكري؟ صحيح لم يقتل المتظاهرين– وإن سمح بذلك فتم قتلهم تحت سمع وبصر الجيش في واقعة الجمل يوم 2 فبراير- ولكنه فعل ما هو أسوأ، فقد فرض نفسه وصيا على الشعب؛ يصدر ما يشاء من قوانين ويقرر ما يريد من قرارات وتعديلات، وأدخل الشعب في دوامة كلما أراد الخروج من فتحة فيها أعاده إليها من باب أوسع!! وتسبب عن عمد في استمرار الفوضى الأمنية وإثارة الفوضى السياسية والإعلامية، فبعد كل ذلك هل يجب أن نفرح بما يفعله أم نرفض ونقاوم؟ والحمد لله على كل حال.***مع الرفض المبدئي والسياسي والإنساني لكل ما يحدث في سورية أليس من حق المواطن العربي أن يتساءل عن "شيزوفرانيا" الجامعة العربية في تعاملها مع الوضع السوري واليمني، فإذا كان ما قررته يمثل الحد الأدنى لما يجب أن تقوم به تجاه المواطن العربي السوري فماذا فعلت للمواطن العربي اليمني؟***بيان البنك المركزي المصري حول عدم تحويل أي أموال لأسرة مبارك إلى الخارج يثير الضحك، فالبنك لا يعلم أساسا حجم أموال الأسرة الكريمة ولا خريطة توزيعاتها، فكيف له أن يحكم بعدم هروبها؟!***موقف المستشار القانوني للحكومة في جلسة المحكمة الإدارية العليا وأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع يؤكد بوضوح تام ودون شك سعي المجلس العسكري وحكومته الفاشلة إلى استمرار الخلافات والفوضى السياسية.لقد طفح الكيل وأرى أمامي ذات البدايات التي أدت إلى نهاية مبارك فاحذر يا "...".
مقالات
احمدوا ربكم
18-11-2011