في أي حوار عابر مع أي مواطن ستجد أن لديه الكثير من الهموم تجاه وطنه، فتكاد تجتمع الأغلبية في الكويت على تردي الخدمات الطبية، كنت أظن أنهم محقون ولكن قد يبالغون قليلاً، وفي زيارة سريعة إلى المستشفى الأميري حين عانت صديقة لي آلاماً مفاجأة اكتشفت أهم عيب في مستشفيات الكويت، وهي أنها غير مؤهلة لاستقبال حالات الطوارئ. المريض ينتظر ساعات حتى يصل دوره، وإن كان- لا سمح الله- لا يحمل بطاقته المدنية يطلب منه إحضارها غير مراعين للحالات الطارئة كالنزيف والحروق، وكأن الحس الإنساني انعدم في تلك المستشفيات التي هي حكومية في الأساس، ومن المفترض أن خدماتها مجانية، الإثباتات ليست بالشيء الملح لمن يعاني إصابة أو جلطة، فبعض الحالات قد تسوء في ذهابه لإحضار البطاقة وقد تسوء حالته للأبد، أو يرجع وهو جثة هامدة! المكان صغير، والأسرّة محدودة، ويتطلب الأمر ساعات فقط للعلاج، يجب أن يتم تخصيص مستشفى كامل فقط لتقديم الخدمات الطبية الطارئة، وتكون غير معنية بالعلاج الطويل الأمد أو المراجعات العادية، مستشفى يقدم الخدمة الفورية للحالات الطارئة، وأتمنى ألا يكون كالعادة تبرع من أفراد أو شركات، لأن من واجبات الدولة توفير المبنى والخدمات دون أن تتعرض هذه المشاريع للنهب من قبل الشركات الكبيرة. عجلة التنمية في الكويت تعاني الأمرّين، إنها متخمة بالبيروقراطية، ومثقلة بالسرقات، كل المشاريع تبدأ ولا تنتهي، الميزانية تتلاشى بين قبيض ومرتش، ليتم دفن تلك المشاريع في مقبرة التدهور التي نعيشها كل يوم كمواطنين عاديين. إن لم تكن غنياً في الكويت فأنت مسكين، لأنك ستضطر أن تقف في الطوابير لتجد العلاج، وستضطر أن تعيش في بيتك تنتظر الوظيفة لأنك لا تملك النفوذ والواسطة التي تؤهلك للوظيفة، عفواً لم تعد الشهادة هي الطريق للحصول عليها، إن لم تكن غنياً فأنت مضطر أن تدخل أطفالك مدارس الحكومة معرضاً أبناءك لتجارب الفئران التي يقوم بها كل وزير جديد، وإن لم تكن غنياً في الكويت فأنت مقترض تثقل الديون كاهلك، لتحصل على بيت أو أرض، لأن أسعار العقار والإيجار في ارتفاع مطرد وخيالي، من الآخر كلنا مساكين!

Ad

قفلة: رسالة للمرشحين والمرشحات: نحن هنا عامة الشعب نطالبكم بشيئين، تنفيذ برامجكم الانتخابية، التي غالباً ما تتبخر بعد دخولكم البرلمان، ونطالبكم بالارتقاء بلغة الحوار، لأنكم "أحرجتمونا" و"أزعجتمونا" بلغة الردح والشتيمة.