هل تعلم أن هناك علاقة مباشرة بين مشاعر الأطفال وسلوكياتهم، وأن أغلب السلوك المزعج لأطفالنا يكون بسبب شعورهم بالغضب والحيرة وخيبة الأمل؟ وهل تعلم أننا مهما بذلنا من جهد ومحاولات مستميتة لتعديل سلوكياتهم المزعجة، زاد عنادهم وإصرارهم على التصرف بشكل غير مقبول، كما أننا مهما أحسنا النية برغبتنا الصادقة بتعديل سلوكهم من خلال تقديم النقد والنصائح فإن أطفالنا دائما ما يجدون صعوبة في التفكير بتصرفاتهم غير المقبولة والاعتراف بها؟

Ad

لكن هل لاحظت يوما أن كل هذه المحاولات التي بذلناها كانت في اتجاه تعديل السلوك، وأننا لم نلجأ إلى أسلوب تقبل مشاعر الطفل وفهمها بدلاً من رفضها لأنه يصعب على الأطفال تغيير سلوكهم عند تجاهل مشاعرهم كليا.

مع بداية العام الدراسي الحالي كثرت اتصالات معلمة ابني في الفصل تشكو من سلوكياته العنيفة تجاه زملائه في الفصل، وأنه دائماً ما يقوم بضربهم، وفي يوم من الأيام رفض ابني الذهاب إلى المدرسة لأن معلمته قامت بضربه، ورغم أنني استنكرت هذا التصرف من معلمة الفصل الدراسي فإنني استغربت هذا التصرف من ابني وبدأت معه مشوار البحث عن الأسباب الحقيقية وراء سلوكه العنيف، ووجدت بكل بساطة أن طفلي كان يدافع عن حقه من الذين ضربهم فمنهم من أخذ طعامه ومنهم من ضرب شخصا عزيزا عليه، فاتفقت معه على ألا يقوم بضربهم وأن يلجأ إلى مدرسته في حال حدوث أي مشكلة مع زملائه، لقد تحدثت معه بتشبيهه بشخصية علاء الدين الكرتونية التي يحبها، وأنه مثل علاء الدين لا يضرب الأطفال بل يحبهم ويعطف عليهم لأنه أقوى منهم والقوي لا يضرب الضعيف واستعنت على ذلك بمقطع يقوم من خلاله علاء الدين بالدفاع عن الأطفال ضد من ضربهم من الأشرار، لقد تغير سلوك ابني بالمدرسة وأحبته المعلمة وأصبح من المتميزين لديها، بل إن سلوكه هذا امتد إلى خارج أسوار المدرسة حيث فوجئنا يوما أنا وزوجي في أحد المطاعم التي فيها ركن للعب الأطفال أن المسؤول عن الركن يتحدث مع زوجي عن ابني داعيا له بالصلاح، وأن يحفظه رب العالمين لأن طفلة قامت بضربه فحضر إليه قائلا له قل لها ألا تضربني فأنا قوي وفي المرة القادمة سوف أقوم بضربها.

هو سلوك عفوي وجميل من طفل لم يبلغ الرابعة من عمره.

مخلص القول: إن كل ما يحتاجه طفلك المزعج منك هو أن تساعده في تحديد مشاعره وتعليمه كيفية التعامل معها. إنه بحاجة إلى أن تشعره بأنك تشعر بحالة الإحباط الشديد التي يمر بها، وأن هذه الحالة هي التي تجعله يسيء التصرف، وأنه وجب عليه في حال الشعور بالإحباط الشديد أن يطلب المساعدة للتوصل إلى حل مشكلته.