سلوك الناس تشكله الدولة

نشر في 04-09-2011
آخر تحديث 04-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 مظفّر عبدالله أتمنى لو اهتمت فضائياتنا الكويتية وتلفزيوننا الرسمي بالبرامج الأسرية والاجتماعية الجادة التي تعمل على توعية الأسر بدورها المفقود، فالمجتمع الكويتي اختلف في تركيبته كثيرا عما قبل، وباتت الصراعات الاجتماعية والفئوية هي التي تشكل مزاجه اليومي والذي تغذية كثير من الصحف عبر بث الإشاعات والكتابات غير المسؤولة.

أول العمود:

يسوء سلوك عامة الناس كلما زادت أخبار الفساد وعمّ الصمت.

***

تفرض المناسبات الدينية كرمضان والأعياد على الناس الخروج من منازلهم إلى الأماكن العامة ودور العبادة والأسواق، إذ يبدأ التعامل المباشر والاحتكاك بين الناس من خلال تصرفات وسلوكيات تبدو غريبة بعض الشيء.

سوء السلوك بدأ يظهر في الشارع بشكل منفر: فالملابس، وطريقة التزين للجنسين، وقيادة السيارات، واستخدام الهواتف النقالة، والنهم في شراء كل ما هو جديد، وحب الاقتناء، وردود الأفعال في الكلام أو الإيماءات، والانتظار في الطوابير، بل حتى دور العبادة لم تسلم من بعض التصرفات كالانشغال بالحديث الجانبي، وإعلاء الصوت، واستخدام الهواتف النقالة... إلخ.

من الواضح أن الأسرة الكويتية اليوم تعيش أزمة من جراء الضغوط التي تحيط بها بسبب الأجواء المنفتحة ومن مظاهر ذلك: ضعف الرقابة على الأبناء، وضعف الوعي بدور المال في الحياة الاجتماعية، ووسائل الاتصال والإعلام وطبيعة التفاعل معها، والضغوط اليومية والوظيفية التي يتعرض لها الوالدان وتأثير ذلك في انزوائهما عن دورهما الاجتماعي... ومسائل أخرى كثيرة.

ومن الواضح أيضا أن سلوك الدولة تجاه قضيتين هما: الثروة والقانون، تساهمان بشكل مباشر في انتشار سلوك اللامبالاة وعدم الاكتراث بأشياء كثيرة كالوقت وإتقان العمل، فالتبذير الذي تقوم به الدولة تجاه الطاقة الكهربائية مثلا من خلال المبالغة في إضاءة الشوارع، والسكوت عن تحصيل مستحقاتها من المواطنين من جراء استهلاك هذه الطاقة تعطي مؤشرات للمواطن والمقيم بأن الدولة هي من تمارس التبذير وعدم المبالاة!

من المهم هنا أن تعاد صياغة مناهج التعليم باتجاه يعزز قيم العمل والإنتاج واستغلال الوقت بما يفيد بناء الشخصية، والتعامل مع الدين من بوابة الأخلاق واحترام الآخر المختلف، ومن واجب الدولة تسخير أدواتها الإعلامية والاجتماعية للتدخل في الكثير مما يجري حولنا وبيننا من السكوت على انتهاك القوانين، والتعدي على أعراض الناس، ومن الواجب هنا خلق مفهوم القدوة في أكثر من مجال، في منصب الوزارة والبرلمان والوظيفة العامة، لأن فقدان هذه القدوة يؤدي إلى ضياع الصورة الحقيقية للقيم التي نسعى إلى التمسك بها، وهو ما يحدث الآن من تسارع أخبار العبث بالمال العام وفقدان مبدأ المحاسبة على الأخطاء والانحرافات.

أتمنى لو اهتمت فضائياتنا الكويتية وتلفزيوننا الرسمي بالبرامج الأسرية والاجتماعية الجادة التي تعمل على توعية الأسر بدورها المفقود، فالمجتمع الكويتي اختلف في تركيبته كثيرا عما قبل، وباتت الصراعات الاجتماعية والفئوية هي التي تشكل مزاجه اليومي والذي تغذية كثير من الصحف عبر بث الإشاعات والكتابات غير المسؤولة.

نحن في خطر اجتماعي ولابد من وقفة جادة.

back to top