أمن الكويت الاستراتيجي هو من أمن منظومة دول مجلس التعاون أولاً، ثم أمن الدول العربية، وهذا هو ما نشأت الدولة عليه وما نشأنا نحن عليه، وهذا هو الأساس الذي سارت عليه السياسة الخارجية والداخلية لجميع الحكومات الكويتية التي حكمت الدولة، وهو أساس راسخ لا يمكن أن تهزه ريح أو تغيره محاولات الاستخبارات الإيرانية التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى ضرب إسفين بيننا وبين دول مجلس التعاون، سواء كان ذلك بخطابات سياسية مضروبة، أو برسائل دبلوماسية ضلت طريقها أو عن طريق حملات إعلانية يائسة عبر وسائل الإعلام الإيرانية أو العربية المأجورة، لكن إيران رغم كل الفشل الذي سجلته محاولاتها مازالت تسعى بكل قوتها إلى تحقيق ذلك الهدف الاستراتيجي لها، ومازالت تبحث عن وسائل أخرى تحقق عبرها بعض الاختراقات، ولعل بعض المظاهر الجديدة التي حدثت في الأيام القريبة الماضية، من كتابات شائنة على جدران مساجد أهل السنة تسب الصحابة وتطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم، ثم استخدام الألفاظ القبيحة والدونية لوصف حكام دول الخليج على صفحات «تويتر» و»فيس بوك» من قبل بعض المواطنين مؤشرات على استمرار تلك السياسة، وتكرار تلك المحاولات، ولاشك في أن التعامل الحازم والسريع من قبل أجهزة الأمن أمر مطلوب دون المساس بالحقوق القانونية لأولئك المتجاوزين، والحذر من التهاون أو التساهل في مثل تلك الأمور، وإلا فإنه باب إذا فتح فلن يقفل وسيجد فيه المتربصون بأمن الكويت ووحدتها الوطنية المنفذ إلى هدم السور والحصن الحصين الذي به قامت الكويت، وعليه استمرت دوحة أمن وأمان، ودار ود وإخاء، فالحذر الحذر.

Ad

***

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني ندد أمس الثلاثاء بتدخل بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية في شؤون إيران الداخلية... سبحان الله... إيران تعيب على الغرب التدخل في شؤونها الداخلية، وفي المقابل تصر على التدخل في شؤون مملكة البحرين الداخلية، وتهدد بإرسال قوات إذا لم ترضخ حكومة البحرين لمطالبها، وتهدد الكويت والسعودية عبر بيانات لكبار مسؤوليها فكيف يستقيم ذلك؟!