دار الحديث في الديوانية بين اثنين من روادها حول قضية قبول الطلبة في جامعة الكويت، وكان المتحدث الأول يهاجم أعضاء مجلس الأمة ويصفهم بتجاوز الحدود وتدخلهم في أعمال السلطة التنفيذية وسعيهم المتواصل إلى تخريب مؤسسات الدولة، ويطالب الحكومة بعدم الرضوخ لمطالبهم، ويحذر من التنازل خاصة في قطاع التعليم الذي -كما قال- إذا وصل إليه الخراب فعلى الدولة بأكملها السلام... أما الثاني فرد عليه بقوله إن آخر ما كنا نتوقعه أن تعجز دولة مثل الكويت بغناها، وفائض دخلها، ومحدودية أعداد مواطنيها عن قبول أبنائها وبناتها في جامعتها، وهي التي قامت ببناء العديد من الجامعات في دول كثيرة، وان الحكومة التي تعجز عن تلبية هذه الحاجة الأساسية لمواطنيها لا تستحق أن تستمر، وان على أعضاء المجلس أن يقدموا بدورهم ويستخدموا في ذلك كل الأدوات الدستورية المتاحة لهم لحل هذه المشكلة غير المبررة.

Ad

واشتد النقاش وشارك باقي الحضور فيه بين مؤيد للطرف الأول ومناصر للطرف الثاني... حتى وصل الدور إلى آخر الأخوة الذي قال بحماس شديد: «أنتم تتكلمون بناءً على سمعكم ومتابعتكم أما أنا فابنتي حصلت على نسبة 89 في المئة ولم تقبل، وقريبتها حصلت على 92 في المئة ولم تقبل هي الأخرى... تصوروا أن يموت حلم ابنتك التي اجتهدت طوال السنة الدراسية في لحظة إهمال وعجز من المسؤولين عن التعليم العالي».

وأنا هنا أتساءل: هل نحن حقاً في الكويت...؟ التعليم حق لكل مواطن تكفله الدولة وتسعى لتحقيقه، وهو من أولى أولوياتها ولا يقل أهمية عن توفير الأمن، والغذاء، والعيش الكريم، ثم هل يعقل أن الطالب الحاصل على مثل هذه النسبة المرتفعة لا يستطيع أن يجد له كرسياً في الجامعة؟ هل يعقل أن يكون الطلبة المقبولون حاصلين على نسب أعلى من هذه النسب العالية؟... أما آن الأوان أن نفتح جامعات أخرى في الشمال والجنوب لتلبية الاحتياجات المتزايدة من خريجي الثانوية العامة؟ وإذا استطاعت الحكومة بالحلول السياسية المستعجلة حل مشكلة الطلبة هذا العام فماذا عن العام القادم؟

كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات حاسمة، وإلا فإن  الحكومة ستواجه المشكلة العام القادم بأعداد أكبر وتحرك أخطر.

***

في رمضان تتضاعف الأجور، وأيامه فرصة لمن أراد الترقي إلى الدرجات العلا، وهذا ليس مقتصراً على الصوم والصلاة وقراءة القرآن، بل إن خدمة الناس وتسهيل أمورهم من أعظم القربات إلى الله، وهذا للأسف ما يغفل عنه أكثر موظفي الدولة فيعطلون معاملات الناس ويؤخرون إنجازها ويتغيبون عن الدوام بحجة الصيام وسهر الليل، فيحرمون أنفسهم من أجر عظيم، بل وقد يعرضون أنفسهم لدعوات أصحاب الحاجات ودعوة الصائم لا ترد.