أثبت رجال الداخلية أنهم على قدر المسؤولية، وعلى مستوى كبير من المرونة والصبر الجميل، فقد تعاملوا خلال الأسابيع الماضية مع أحداث جديدة على دولة الكويت، فلم يعتد الكويتيون الخروج إلى الشارع بهذه الصورة، ولم يسمعوا من قبل تلك الشعارات التي رددها المتجمهرون في ساحتي الإرادة والصفاة، ورغم تعرض رجال الأمن لبعض التحرشات، والتحديات لكنهم استطاعوا بالحزم وحسن التعامل مع الحدث أن يجتازوا تلك المشكلات، ومرت تلك التجمعات بكل ما فيها وما عليها بسلام وعاد الهدوء إلى شوارع الكويت وكأن شيئاً لم يكن دون تسجيل أي حادث يسيء إلى الكويت ونظامها، وهذا بالطبع يسجل لأفراد وقيادات رجال الأمن الكويتي، وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الذي حرص على المتابعة القريبة في كل حدث رغم ثقته بمعاونيه ومساعديه في الوزارة، لذلك كله وجب علينا تسجيل التحية والتقدير لأولئك الرجال الذين أدوا أمانتهم على أكمل وجه.

Ad

***

التجمعات توقفت والمجلس شارف على الدخول في عطلته الصيفية، وحزم معظم الأعضاء شنطته وحجز تذاكره ليقضي إجازته في مكان أكثر هدوءاً وأقل حرارة، وبالتالي على الحكومة أن تتفرغ لإنجاز ما فاتها في الأيام الساخنة الماضية، وترتيب أمور بيتها الداخلي، والتعجيل بتنفيذ ما تعطل من مشاريع، والالتفات إلى المسؤولين الإداريين في كل وزارة، والتحري عن مواضع الفساد، وكشف مكان الخلل والتوجه إلى إصلاحها ومعالجتها، بجهد ذاتي، وقرار حكومي دون حاجة إلى توجيه من البرلمان، أو تهديد من الأعضاء.

***

لا يجوز أن يعيش آلاف السوريين العرب في خيام تركية، ويتصدق الأتراك عليهم والعرب نائمون، صامتون، مشغولون، فإن كانوا عاجزين عن النصرة السياسية فلا أقل من النصرة الإنسانية، فالمشهد جد محزن، ومؤسف، ويقطع القلب، ولنبدأ نحن في الكويت بمد يد العون وإرسال المساعدات في أسرع وقت دون انتظار الآخرين، فالكويت كانت دائماً سباقة في مد يد العون لكل محتاج حتى لو كان في آخر العالم... فكيف الحال والمحتاج أخ لنا قريب.