صورة لها تاريخ: ثاني سائق في الكويت... عيسى العبدالجادر
حصل على رخصة القيادة من الهند في عام 1922
ثاني سائق في تاريخ الكويت هو المرحوم عيسى صالح عبدالرحمن العبدالجادر المولود عام 1901م في فريج الغنيم بمدينة الكويت، وكان من ضمن الدفعة الأولى التي درست في المدرسة المباركية عند إنشائها عام 1912، إذ درس فيها فترة من الزمن، وبعدها درس اللغة الإنكليزية في مدرسة الإرسالية الأميركية في بيت البدر في جبلة. وعندما بلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً سافر إلى بومبى في الهند، وسكن عند خاله المرحوم حسين بن عيسى القناعي، وعمل في مكتبه هناك. وخلال وجوده في الهند انخرط في معهد لتعليم قيادة السيارات للحصول على رخصة قيادة، وكانت شروط الحصول على رخصة قيادة آنذاك تتطلب معرفة كاملة بتصليح السيارة من دون مساعدة من أي طرف، إضافة إلى اجتياز الاختبار العملي. وكان يتطلب من المتقدم للاختبار أن يقوم بتجميع كل أجزاء السيارة وتركيبها وتشغيلها بعد ذلك، ولا ننسى أن السيارات في ذلك الوقت كانت بسيطة جداً، ولندرة السيارات كانت لا توجد كراجات التصليح مثل ما هو متوفر حالياً. وقد حصل العبدالجادر على الرخصة عام 1922، وبعدها رجع إلى الكويت، وعمل سائقاً للشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمه الله، وبعدها عمل سائقاً عند التاجر شملان بن علي بن سيف، وكان ثاني كويتي يقود سيارة في الكويت بعد السيد علي حسين الخنفر. وبعد ذلك، اشترى سيارة استخدمها للعمل بالأجرة، وكان له دور في تشجيع زملائه على تعلم القيادة، وعلّم عدداً من زملائه إضافة إلى أخيه المرحوم فهد العبدالجادر. وعمل زملاؤه في تأجير السيارات كمساعد الساير، ومحمد السديراوي، وسعود اليوسف المطوع، وعبدالله أحمد العصفور، والسمحان وغيرهم. شارك المرحوم عيسى العبدالجادر في أول معركة يستخدم فيها الكويتيون السيارات وهي معركة الرقعي في يناير 1928. وفي عام 1935 أجّر عيسى العبدالجادر سيارتين لشركة نفط الكويت قام هو وأخوه فهد العبدالجادر بقيادتهما. وقد نشأت بينه وبين رئيس شركة نفط الكويت في ذلك الوقت ال. تي. جوردان وعائلته علاقة شخصية، وقد حضر جوردان هو وعائلته وبعض كبار موظفي الشركة حفل زواج عيسى العبدالجادر، وكان دائماً يزوره في بيته. وفي عام 1942 سافر إلى الهند للتجارة وعاد ومعه عدة سيارات وظّف سائقين كويتيين لاستخدامها، وفتح محلاً لبيع قطع غيار السيارات، وكان من أوائل الأشخاص الذين مارسوا هذه التجارة. وفي عام 1950 زار الشيخ فهد السالم الصباح، رحمه الله، عيسى العبدالجادر في منزله وطلب منه أن يقبل منصب مدير عام كراج الأشغال العامة، وكان يضم في ذلك الوقت جميع سيارات الحكومة، وشاحناتها، ومعداتها الميكانيكية، وكان معظم الكويتيين يستخدمون الكراج في ذلك الوقت. وافق عيسى العبدالجادر على طلب الشيخ فهد السالم، وظل يعمل مديراً للكراج حتى عام 1970 عندما تقاعد، وتوفي رحمه الله تعالى بتاريخ 1989-10-14.