في عام 1922م سرق شخص حصاناً من قرية الجهراء الكويتية، وعندما بلغ الأمر حاكم البلاد الشيخ أحمد الجابر الصباح، كتب كتاباً رسمياً إلى المعتمد البريطاني في الكويت يبلغه بالأمر ويفيده بأن الحصان تم نقله إلى العراق، فكتب المعتمد البريطاني إلى السلطات العراقية يبلغها بالأمر، ويطلب منها البحث عن الحصان والقبض على السارق، وفعلا استطاعت السلطات العراقية القبض على السارق والعثور على الحصان، وتمت إعادة الحصان إلى صاحبه الجهراوي خلال أسبوعين.
قصة جميلة موثقة بالمستندات والتفاصيل، نستدل منها على كيفية الاهتمام، على أعلى المستويات، بحقوق المواطنين ومتابعة مصالحهم، وكيف أن الدول الأخرى تتفاعل مع أبسط القضايا وتعمل على حلها دون تدخل من شرطة دولية (إنتربول) أو محكمة دولية، أو غير ذلك.وإليكم نص الكتاب الذي تلقاه المعتمد البريطاني في الكويت من السلطات العراقية بخصوص العثور على الحصان، وهو كما يلي:"حضرة قنصل الدولة البريطانية في الكويت المحترمسلاما واحترام، وبعده، بناء على البرقية الواردة من حضرتكم بتاريخ 14 مارس 1922 بخصوص الحصان المسروق من الجهرة، لقد اخبرنا سعادة متصرف لواء البصرة بموجب تحريرة رقم 73615/1/2/5 وتاريخ 16 مارس 1922 لعمل التحريات اللازمة. وعليه قد اتخذت التدابير المقتضية، والقينا القبض على السارق........... ولدى السؤال منه، افادنا انه وجد الحصان يرعى في البادية ومسكه قاصدا جلبه الى الزبير، وفي أثناء الطريق صادف عربا يقال لهم الخليل اخذوه منه والشخص الذي أخذ الحصان يسمى صبيح بن جابر الخليل. وقد تحققنا من افادة المرقوم.......... افتهمنا أن الحصان قد ارسلوه الى البصرة، حالا حررنا مكتوب الى سعادة المتصرف وأخبرناه عن المكان الذي فيه الحصان، وعليه قد صدر أمر المتصرف المشار اليه الى قائمقام أبي الخصيب ومسكو الحصان وأرسلوه الى عندنا بالزبير لكي نرسله الى حضرتكم. وهذا هو واصلكم مع الشخص المسمى محمد الجدعان من اهالي الزبير، نرجوكم تعرفونا بوصوله لكم. هذا وفي الختام اقدم فائق الاحترام،،،30 مارس 1922مدير ناحية الزبير"وما إن وصلت البرقية للمعتمد البريطاني، حتى قام من فوره بإبلاغ الشيخ أحمد الجابر بالأمر، فقام الشيخ أحمد بارسال الكتاب الجوابي التالي:"من احمد الجابر الصباح حاكم الكويت الى حضرة حميد الشيم ذو الجاه العالي الافخم المحب العزيز الميجر جي سي مور بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت دام محروسا،،،،،بعد السلام، والسؤال عن شريف خاطركم، دمتم بخير وسرور بعده، أخذنا بيد المسرة كتابكم المؤرخ 2 شعبان 1340 نمرة 240 وبه ذكرتم أن حضرة مشاور لواء البصرة أرسل تلغراف لسعادتكم يفيد بأنه وجد الحصان الذي سرقه............... وقد أرسله نهار أمس الى الكويت. إنني، من صميم القلب، أشكر حضرة المشاور على هذا الصنيع، وحسن ألطافكم.هذا ما لزم ودمتم محروسين،،،،،،،2 شعبان 1340هــختم الشيخ احمد الجابر الصباح"وبعد وصول الحصان إلى الكويت، أرسل الشيخ أحمد الجابر رسالة اخرى إلى المعتمد البريطاني هذا نصها:"من احمد الجابر الصباح حاكم الكويت الى حضرة حميد الشيم ذو الجاه العالي الافخم المحب العزيز الميجر جي سي مور بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت دام محروسا،،،،،بعد السلام، والسؤال عن شريف خاطركم، دمتم بخير وسرور، بعده، بيد المسرة اخذة كتابكم المؤرخ 3 شعبان 1340هــ نمرة 243 وفهمة مندرجاته مع صورة المكتوب الوارد لسعادتكم من مدير الزبير مع محمد الجدعان، الذي جاب الحصان المسروق. نحن أيضا وصل إلينا مكتوب صحبة المذكور من سليمان القملاس عن هالخصوص. والحصان وصل، وهو نفس الذي سرق، وإني من صميم القلب أشكر حسياتكم الجميلة.هذا ما لزم ودمتم محروسين،،،،4 شعبان 1340هــختم الشيخ احمد الجابر الصباح"في الختام أود أن أشير إلى أن محمد الجدعان هو محمد بن إبراهيم الجدعان من أهالي نجد الذين عاشوا في الزبير فترة طويلة، واليوم يعيش أحفاده السبعة في مدينة الرياض السعودية ويحملون الجنسية السعودية.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ: سرقة حصان جهراوي ومحمد الجدعان يعيده من العراق بعد أسبوعين
04-11-2011