كان الخطيب ومازال صمام الأمان لهذا الوطن وموقفه الواعي لما يجري على الساحة هو عين العقل، وعلى القائمين على إثارة النعرات والتلاعب بمشاعر الناس والاستمرار في لعبة الابتزاز والتخويف وكسب الأصوات الانتخابية على حساب الحقيقة والوطن، أن يكفوا عن هذا؛ حماية للوطن وصيانة لمستقبله.

Ad

مقال الدكتور أحمد الخطيب المنشور في صحيفة "القبس" يوم 21 يونيو الحالي يصف بدقة الحالة المؤسفة التي تعيشها الكويت في عالم مضطرب وحالة استنفار شعبية عارمة في العالم؛ للقضاء على الفساد والتسلط وإقامة نظم ديمقراطية حقيقية، والمحاولات المستمرة لوأد الدستور في الكويت، وإشغال الناس عن قضاياهم المصيرية، ومحاولة البعض خلق حالة قلق واختلاف لا علاقة لها بمستقبل الوطن.

الدكتور الخطيب يعلمنا كعادته أن السياسة والدفاع عن الحريات ليست كلاماً موسمياً أو خطاباً حماسياً وقتياً يدغدغ حواس العامة دون مضمون أو هدف، وإنما السياسة معرفة شاملة للحاضر والمستقبل ومتابعة يومية ودراسة متعمقة للأحداث والقراءة في معانيها وغاياتها ومن يقف وراءها.

في معاصرتي للخطيب الحكيم، خصوصاً في فترة إعداد كتابه، وجدت الكثير مما زاد إعجابي به وبإدراكه للأوضاع السياسية المحلية والعربية والعالمية، فهو متابع دقيق لكل ما يجري في العالم ومحلل واع لما بين السطور وما يحاك في الخفاء من القوى المحلية والخارجية المحركة للأحداث، فهو لا يقرأ العناوين كما يفعل الكثير من المتصدرين هذه الأيام للمشهد السياسي ويقيمون الدنيا دون وعي أو تبحر في ما وراء تلك العناوين.

ووجدت وربما لا يدري أغلبية من استمعوا إلى الخطيب في ندواته أو قرؤوا أفكاره في مقالاته، أنه لا يحاضر أو يخطب ما لم يستعد استعداداً كاملاً، والقيام بتدوين الموضوعات التي سيتطرق إليها، والمواقف التي سيلتزم بها، فحديثه ليس وليد اللحظة ولا ينطق برد الفعل المفاجئ والكلام المرسل... لذلك فإنه يستخدم مفرداته بدقة ويعرف متى وأين ولماذا يقول تلك الكلمة في ذلك الموقع أمام ذلك الجمهور.

لذلك ولأمانته وصدقه وقدرته على التعبير عن أماني الشعب نال احترام الجميع، ولذلك جاءت كلمته في "القبس" في الوقت المناسب وتعبيراً أميناً عما يجب أن يعمل.

كان الخطيب ومازال صمام الأمان لهذا الوطن وموقفه الواعي لما يجري على الساحة هو عين العقل، وعلى القائمين على إثارة النعرات والتلاعب بمشاعر الناس والاستمرار في لعبة الابتزاز والتخويف وكسب الأصوات الانتخابية على حساب الحقيقة والوطن، أن يكفوا عن هذا؛ حماية للوطن وصيانة لمستقبله.

جهودنا جميعا يجب أن تتحد للحفاظ على وطننا وبنائه وتخليصه من الفساد والمفسدين، علينا أن نتحد ونقف جميعاً بأسلوب حضاري سلمي حماية لوطننا، والانتباه لمن يريد استغلالنا وخلق الفتنة لكي نقتتل لكي يخلو لهم الجو لنهب بلادنا وفتح ثغرات للآخرين للتدخل في شؤوننا.

شكراً دكتور أحمد.