في الفيلم المصري "طباخ الرئيس" قرر الرئيس في الفيلم أن يهبط للشارع ويرى الشعب بنفسه ويطمئن عليه، لكن حماية الرئيس في هذه الحال ستكون عبئا على القوى الأمنية، لهذا فكرت في خطة تحقق للرئيس رغبته دون أن تعرض حياته للخطر، فما كان منها إلا منحت كل المؤسسات عطلة وهددت المواطنين بأن حياتهم ستتعرض للخطر اذا خرجوا ذلك اليوم للشارع، فجلس الناس في بيوتهم باستثناء سائق تاكسي لم يسمع التحذير، وجده الرئيس في الشارع فركب معه وطلب منه أن يحمله الى مناطق متفرقة من المدينة، لكنه لم يعثر على أحد من شعبه، فما كان منه إلا أن فتح الهاتف واتصل بأحد موظفيه قائلا: وديتو الشعب فين؟
هذا الفيلم حرص على تصوير أن الرئيس ضحية البطانة الفاسدة، فهو مثلا حين قرر أن يزور منطقة شعبية رتبت له زيارة منزل فقير تفتح له شابة وزوجها ويستقبلان الرئيس ويطمئنانه بأن كل شيء بخير وأنهما لا يحتاجان سوى بقائه سالما، ويشرب معهما الشاي، ويطمئن الرئيس على شعبه من خلال هذا البيت ويخرج، ثم يفاجأ الرئيس وهو يتفرج على التلفزيون بأن تلك الشابة التي زارها في البيت هي ممثلة في هذا المسلسل الذي يشاهده والذي عاشه في المنطقة الشعبية. مثلما حرصوا على أن يوظفوا طباخا يخبره كل يوم بأن سعر الرغيف على حاله لم يرتفع حتى مرض هذا الطباخ وجاءه طباخ يخبره بالحقيقة: سيدي الرئيس الرغيف أصبح بعشرة أضعاف سعره. يا لها من بطانة فاسدة تلك التي كانت تحرص على عدم تعكير مزاج الرئيس حتى بسبب رغيف!لم يكن بالإمكان أن يخرج في ذلك الزمن أثناء حكم الرئيس المصري السابق مثل هذا الفيلم لولا تلك التخريجة التي تريد أن تقول كل شيء باستثناء أن الرئيس لا يعرف الحال الزفت، لكن الرئيس دائما لم يكن السبب. الناس تعيش الظلم والجوع لكن الحاكم بريء، والفاسد هو البطانة التي تسرق وتنهب وتحيط بكل شيء علما عدا الرئيس. مسكين الرئيس!التحقيقات الأخيرة مع الرئيس التي حرصت بعض الصحف المصرية على كشفها اظهرت أن الرئيس الذي لا يستطيع أن يهبط للشارع لأن أمنه يسرق الشعب ويخبئه عنه حتى لا يراه،لا بد بالضرورة أنه مسؤول عن أشياء أخرى وردت في التحقيق، أهمها أنه حين سألوه عن قتلى معركة الجمل، قال إنه شاهد في التلفزيون جملا يجري في الميدان وأنه عرف أن الناس وقتها سموها معركة الجمل لكنه لم يطلب من وزيره أن يضربهم بالرصاص، وحين سألوه عن الذين ماتوا، قال: هما كدا المصريين والأمن كدا! هذه المرة الذي يتحدث هو الرئيس وليس البطانة.وعن أموال مكتبة الاسكندرية سأل المحقق الرئيس عن 70 مليون دولار هي مجموع التبرعات التي تم جمعها من الإمارات والسعودية وفرنسا، ولماذا وضعها الرئيس في حسابه الخاص وليس في حساب خاص بالمكتبة؟ فقال إنه وضعها في الحفظ والصون في "حسابه الشخصي" ولأنه في ذلك الوقت لم تكن المكتبة موجودة. فسأله المحقق: ولماذا لم تخبر رئيس المكتبة لاحقا بوجود هذا المبلغ لحساب المكتبة؟ فقال الرئيس: خفت يسرقها، أصله لو عرف حيخدها، طيب والحل؟الحل في بطن الرئيس.
أخر كلام
طباخ الرئيس
26-11-2011