وثيقة لها تاريخ: خالد عيسى العمر يتعرض للاغتيال عام 1951
استكمالاً لحلقاتنا التي بدأناها قبل شهرين تقريباً عن تاريخ السيارات في الكويت، نروي اليوم قصة أول محاولة لسرقة سيارة واغتيال صاحبها في الكويت.القصة وثقها الأديب والمؤرخ أحمد البشر الرومي، رحمه الله، في يومياته التي نشرها د. يعقوب الغنيم في كتابه "أحمد البشر الرومي قراءة في أوراقه الخاصة"، كما كتب تفاصيلها د. عبدالله عمر العمر في كتابه "شخصيات عرفتها"، وهي كما يلي: حاول شخص مجهول (غير كويتي) سرقة سيارة للأجرة صاحبها خالد عيسى العمر رحمه الله من خلال قتله والهروب بالسيارة، وكان هذا الشخص قد طلب من خالد العمر أن يوصله إلى مكان خارج السور في ليل يوم 8 يناير من عام 1951م، وعندما وجد الفرصة مناسبة، انقض على خالد العمر الذي كان يقود السيارة ووضع سلكا كان بيده حول رقبة العمر محاولا أن يخنقه، إلا أن إرادة الله سبحانه وتعالى كانت غير ذلك، فقد استطاع خالد العمر أن يمسك السلك بيده قبل أن يلتف حول رقبته، وأوقف السيارة، وبعد صراع قصير بينهما تمكن العمر من أن يتغلب على الوافد المجهول وان يقيده، ثم أخذه إلى الشرطة لينال عقابه. وفي اليوم التالي، احتفل سائقو سيارات الأجرة بنجاة خالد العمر من الموت، وبالقبض على المجرم فخرجوا جميعا في سياراتهم في شكل مسيرة إلى البر وذبحوا الذبائح وأقاموا حفلة كبيرة ابتهاجا بسلامة زميلهم خالد العمر. وعند عودتهم إلى الكويت في المساء، عادوا في شكل مسيرة انتهت بتوصيل خالد العمر إلى منزله في الحي الشرقي. وبهذه المناسبة قال الشاعر الكبير فهد بورسلي قصيدة مطلعها:
سلام يا عز الربع والجماعـــــةيا خالد الممدوح يا ذرب الإيمـــــــانيا خالد بن عمر راعي الشجاعة سوّيت لك فضل على الكل وإحســانالكلب خليته يشوّل كراعــــــــههو ما درى انه فيه أحرار وشجعــانوقبل أن نختم هذه الحلقة لابد أن نتحدث بشيء من التفصيل عن المرحوم خالد العمر، فهو من مواليد الحي الشرقي بمدينة الكويت القديمة في العقد الأول من القرن الماضي.وعائلة العمر، التي ينتمي إليها، عرفت بحبها للعلم الشرعي، وانكبابها على التعليم، واشتهر منها عدد كبير من أوائل المعلمين وشيوخ الدين، حتى عرفت بين الناس بأسرة "العمر المطاوعة"، وتلقى تعليمه على يد جده الملا عبدالله العمر وعمه الملا عبداللطيف العمر، ثم تعلم خالد العمر قيادة السيارة مبكراً، واشتغل في محطة لبيع الوقود في الصالحية تابعة لشركة نفط الكويت، ثم التحق بدائرة الأشغال، وعين في كراج الأشغال الذي استمر فيه إلى أن أصبح مديراً له. وكانت له سيارة يستخدمها في نقل الركاب (سيارة أجرة) في الأوقات التي يمكنه ذلك.وهو من سكان منطقة الدعية منذ تأسيسها في نهاية الخمسينيات، وتوفي رحمه الله في عام 1964م، وله من الذرية بدر وعبدالله وعبدالقادر ومشاري وعيسى ووليد وثلاث بنات.