الملك يستقبل جثمان سلطان الثلاثاء و البيعة تختار ولي العهد خلال أيام

أعلنت السعودية رحيل ولي عهدها الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، بعد معاناة طويلة مع المرض، في أحد مستشفيات نيويورك.

ونعى العاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز أخاه غير الشقيق وولي عهده عبر بيان من الديوان الملكي في وقت متقدم صباح أمس، جاء فيه: "ببالغ الأسى والحزن ينعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر هذا اليوم (أمس) السبت".

وأضاف البيان أن الراحل سيُصلَّى عليه بعد غد الثلاثاء، عقب صلاة العصر، في الجامع الكبير في الرياض، جامع الإمام تركي بن عبدالله.

وقالت مصادر موثوق بها لـ"الجريدة" إن تأخير وصول جثمان الأمير سلطان والصلاة عليه إلى الثلاثاء يهدف الى "تمكين الملك عبدالله، الذي أجرى قبل أيام عملية جراحية في إحدى فقرات العمود الفقري بالرياض، من استقبال جثمان الفقيد والصلاة عليه".

وأبدت الكويت حزنها لوفاة الأمير سلطان. وأعلن الديوان الأميري الحداد الرسمي ابتداءً من بعد غد الثلاثاء لمدة ثلاثة أيام.

وسيدفن ولي العهد السعودي في مقابر العود، حيث يرقد ملوك الدولة السعودية الثالثة، الملك عبدالعزيز، وأبناؤه، سعود وفيصل وخالد وفهد، وهم الذين عمل معهم الراحل جميعاً، منذ تولى، وهو ابن 16 عاماً، رئاسة الحرس الملكي السعودي، في عهد والده، عام 1944، ثم تولى إمارة الرياض عام 1947، وهو لم يبلغ من العمر عشرين عاماً، ثم تولى عام 1953 منصب وزير الزراعة. وفي عام 1955 أصبح وزيراً للمواصلات، فوزيراً للدفاع منذ 1962 حتى وفاته فجر أمس، ليصبح بذلك أطول وزير دفاع في العالم بقاء في منصبه.

وكان الأمير سلطان قد أصبح نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء عام 1982، وهو منصب استحدث حينئذ، ولا ينص عليه النظام الأساسي للحكم، وفي عام 2005 أصبح ولياً للعهد، بعد وفاة الملك فهد وتولي الملك عبدالله، واحتفظ بحقيبة وزارة الدفاع، فشغر منصب النائب الثاني أربع سنوات حتى عين الملك عبدالله، الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، عام 2009، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.

يُذكَر أنه لا تصاحب الجنازات الملكية في السعودية بروتوكولات ملكية، ولا خلال الدفن، وسيتلقى كبار الأسرة السعودية المالكة العزاء بعد الدفن لثلاثة أيام في مكان يحدد ببيان ملكي في الساعات القليلة المقبلة.

ومن المتوقع أن يدعو العاهل السعودي الملك عبدالله هيئة البيعة التي أنشأها عام 2006 إلى الانعقاد في الأيام القليلة المقبلة للنظر في شخصية يرشحها لولاية العهد، ويتم التصويت عليها من المجلس، الذي يمثل كل ابن من أبناء الملك عبدالعزيز صوتاً فيه، فإما قُبِل ترشيح الملك لولي العهد المقبل بالأغلبية، وإلا أعاد الملك لمرتين متتاليتين ترشيح أسماء أخرى، وعندئذ إما يتم التصويت على المرشح، وإلا رفع المجلس أسماء إلى الملك ليختار منها ولي العهد.

وولاية العهد في السعودية، كما تولي الملك، وفقاً للنظام الأساسي للحكم، في أبناء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبناء الأبناء.

وسيكون أمام العاهل السعودي، بالإضافة إلى اختيار ولي العهد، تعيين وزير للدفاع، المنصب الذي شغر برحيل الأمير سلطان الذي كان معروفاً، بالإضافة إلى تجربته الإدارية الواسعة والضليعة، بحبه لأعمال الخير، وكرمه وإغاثته للملهوف.

ولا ينص النظام في السعودية على أفضلية الأقدمية بالعمر لتولي المناصب القيادية، بما فيها منصب ولاية العهد، بل إن الأمير سلطان، تولى ولاية العهد، وهو أصغر سناً من أخويه بندر، ومشعل، رئيس هيئة البيعة.