الثاني من أغسطس, قبل 21 سنة من الآن, كان يوما غريبا بكل ما تحمله الكلمة من معنى, حطم آمال ونفوس الملايين من العرب القوميين, الذين اعتقدوا أن القومية العربية هي الحل, والعرب لم يتفقوا تماما حتى تلك اللحظة.

Ad

الثاني من أغسطس عندما بُحّ صوت المذيع الكويتي وهو يستنجد بإخوانه العرب بقوله «أيها العرب الشرفاء... الكويت تناديكم». هي نفسها الكويت التي امتدت مساعداتها وخيراتها وأموال «صلح ذات البين», ودهن سير العرب الشرفاء... «تطلب المساعدة الآن من الجار العربي المسلم!».

يرى الكثيرون- وأنا من بينهم- أن الغزو العراقي على دولة الكويت لم يكن إلا ضربة من الضربات التي تصقل الحديد، وليس من نوع الضربات التي تهشم الزجاج, فالوضع في الكويت كان شائكا ومكهربا, من حل مجلس الأمة حلا غير دستوري, إلى ديوانيات الاثنين, إلى الطائفية النتنة والتي كانت نتاج الحرب العراقية الإيرانية، وموجة الـ»تخوين والعمالة» حسب المذهب أو العائلة، وكانت تلك هي الموضة السائدة في تلك الفترة، فجاء الغزو العراقي ليوحد الصفوف مرة أخرى، ويجمع الناس على كلمة «الوحدة الوطنية» التي كان ينال مطالبوها السخرية والاستهزاء قبل الغزو العراقي؛ لأنها كانت عبارة مبهمة لم يعها إلا التيار الوطني الحقيقي ذلك الوقت.

فما كان الغزو إلا نعمة يجهلها الكثيرون, نعمة كلفتنا غاليا, ولكن من يعلم كم كانت ستكلف الحرب الطائفية التي كانت ستحدث, أو الحرب التي كانت ستنتج بسبب ديوانيات الاثنين وما صاحبها؟!

ولكن بعد 21 عاما من الغزو العراقي هل اتعظنا؟ أم عادت موجة التخوين والتهم المعلبة؟ هل تمت محاسبة المسؤولين المقصرين إبان الغزو؟ أم تم صبغ دماء الشهداء على جدران بيت القرين؟ هل عرفنا أهمية الحرية؟ أم ضيقنا عليها بمعرض الكتاب وقانون منع الاختلاط والمطبوعات والمسموع والمرئي ولجنة الظواهر السلبية؟ هل عدنا إلى الاحتفال بيوم التحرير؟ أم وضعنا ضوابط على الحفلات؟ هل بدأنا نوصل الأفضل إلى مجلس الأمة؟ أم أن أكثر من ربع النواب خرجوا من انتخابات فرعية؟

أسئلة تستحق لإجابة.