أينما تذهب تقابل السؤال التالي: "إش صاير بالبلد؟"، الجميع يتساءلون ويحق لهم التساؤل، فلا أحد يعرف ماذا يحدث بهذا البلد الآمن المطمئن وإلى أين سينتهي به المطاف، لم نعد نمشي على بوصلة تدلنا على الاتجاه الصحيح... لم نعد نعرف أين نحن ولا ماذا نريد... اختلطت علينا الأمور... وتلاشت الاتجاهات... أصبحنا أحزاباً وفرقاً... كل فريق يجر البلد نحو الاتجاه الذي وجد نفسه فيه.

Ad

المشكلة الأكبر أن الحكومة غير قادرة على التواصل مع الناس وشرح الوضع الذي يعيشه البلد لهم، وبيان رأيها في كل حدث، وإقناع الناس بوجهة نظرها... الناس في الشارع الكويتي لم يعودوا يسمعون غير صوت المتظاهرين في الشوارع والساحات، لم يعد للحكومة صوت مسموع، وكأنما فريق الحكومة قد انسحب من الملعب ولم يعد فيه إلا فريق المعارضة، يصول ويجول دون منافس، وقد علا صوته واشتدت نبرته، عندما وجد نفسه وحيداً في الساحة والجمهور من حوله، يصفق ويشجع.

أين الإعلام الرسمي الذي تصرف الحكومة عليه الملايين؟ ولماذا لم يعد له أي أثر في الساحة؟ هل عاث به الفساد حتى شل حركته وأطفأ جذوة ناره فدخل في ظلمة لا أمل من الخروج منها؟ لماذا يظل بعيداً عن التأثير؟ أين الرسالة التي يحملها؟ لماذا لا يكون القرار الأول لمجلس الوزراء هو الالتفات إلى هذا الجهاز الخرب، ونفضه عن بكرة أبيه؟ فقد شاخ المسؤولون فيه ولم يعد لهم فائدة تذكر؟ لقد اعتادوا الكسل، واحترفوا التنفع حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟ فإن لم تستطع الحكومة تغيير الحال فيه وعجزت عن إصلاحه، فعليها أن تسارع بتفكيكه وادخار ما تصرفه عليه من أموال طائلة لتنتفع بها في مجالات أخرى قد تعود بالمنفعة على الدولة والمواطنين.

***

العملية التعليمية لا تحتمل "الهرجلة" ولا القرارات السريعة غير المدروسة من قبل المتخصصين في مجال التربية والتعليم... ورغم معرفتنا بالوزير المليفي ومحبتنا له، فإن اندفاعه وحماسه لتغيير الأوضاع من أول يوم له في الوزارة أمر يدفعنا إلى وضع أيدينا على قلوبنا... فالتعليم لا يحتمل التجربة والخطأ، فهو الأساس الذي تقوم عليه الدولة، ونتاجه هو أمل الكويت ومستقبلها، فكل خطوة في رحابه يجب أن تكون مدروسة ومضمونة النتائج، والرأي فيها يجب أن يكون لأهل الاختصاص لا لأهل السياسة.