يعتقد كثر أن انحباس الماء في أجسامهم هو السبب في زيادة أوزانهم، لذلك نجد عدداً كبيراً من العلماء في جميع أنحاء العالم يبحثون عن أسباب انحباس الماء في الجسم كي نفهم كيف تأثيره في زيادة وزن.

Ad

يهتم معظم خبراء التغذية بحميات تخفيض الدهون على افتراض أن الوزن الزائد ناتج غالباً من دهون مخزنة، فترتكز الحمية على مقدار الوحدات الحرارية المستهلكة وما يحرقه منها النشاط البدني. يُنصح عادة بالتركيز على استهلاك كمية أقل من السعرات الحرارية وممارسة الأنشطة الرياضية، لأن وضع أجسامنا الطبيعي أن تأخذ حاجتها فقط من الماء ولا تلجأ الى تخزين الماء.

حميات فقيرة بالسعرات

يدعو جميع اختصاصيي التغذية إلى حميات قليلة السعرات الحرارية لتخفيض الوزن وخسارة الدهون المتراكمة في الجسم لأنها أحد مصادر الطاقة وسبب رئيس في زيادة وزن الجسم. وبما أن الهدف من تناول الطعام تزويد الجسم بالطاقة، فيجب أن يتم تناول القدر المناسب من الطعام لإنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم. وإذا زادت السعرات الحرارية المتناولة عن نشاط الجسم يخزن الزائدة منها على شكل دهون. أما اذا كان عددها يساوي المجهود المبذول فلن يكون ثمة فائض يخزن على شكل دهون.

إذا كان عدد السعرات الحرارية المتناولة أقل من السعرات التي يحتاجها الجسم للمجهود البدني فسيلجأ إلى استخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، بالتالي تقل نسبة الدهون وينقص الوزن. هكذا وبسبب هذه النظرية، يلجأ خبراء التغذية إلى الحمية الفقيرة في السعرات الحرارية. لكن في حال استخدمت ولم يحدث نقص في الوزن، فنجزم هنا أن الدهون ليست السبب في زيادته.

الماء

أحياناً، وفي حالات قليلة، قد يكون الماء هو السبب في زيادة الوزن، لكن لا ننسى أنه يمثل أهمية كبيرة للجسم فهو يشكل بين 50% - 60% من الوزن، وموجود داخل الخلايا وخارجها ويتمتع بأهمية خاصة لكل عضو ونسيج ولا يستطيع الجسم القيام بوظائفه في حالة اختلال نسبة الماء.

أهميته:

- يشكل الماء جزءاً كبيراً من حجم الدم.

- يشكل 90% من بلازما الدم.

- يشكل جزءاً رئيساً من جميع أعضاء الجسم وعضلاته وأنسجته.

- يساعد على نقل خلايا الدم في الجسم.

- تذوب فيه العناصر الغذائية المهمة كي تستطيع أنسجة الجسم كالعظام والعضلات والغدد امتصاصها.

- يعتبر وسطاً مناسباً لنقل الهرمونات والأنزيمات إلى أماكن تأثيرها.

- يساعد على نفاذ الغازات وانتشارها بين أسطح الأنسجة.

- يساعد المفاصل على الحركة والدوران.

- ينظم درجة حرارة الجسم عن طريق التعرق، وهو مكون أساسي للعرق.

- يدخل في تركيب الخلايا، خصوصاً البروتوبلازم.

- يؤدي دوراً في الحفاظ على ضغط الدم.

- يعتبر عاملاً أساسياً لقيام الأعضاء الحسية في الجسم بوظائفها: السمع عبر السائل داخل الأذن الوسطى، البصر عبر السائل في العين، التذوق عبر اللعاب، والشم عبر السائل المخاطي.

في الحالات الطبيعية، لا يزيد الوزن عبر شرب كميات كبيرة من الماء لأن كميات الأخير في الجسم ثابتة والزائد منها يُطرد عن طريق الكليتين. للحفاظ على حجم السوائل ثابتاً فيه، يستعمل الجسم نظاماً معقداً من الهرمونات ومواد تشبهها تسمى البروستغلاندين. إذا حدث خلل في هذا النظام، تتراكم السوائل في الجسم ويحتفظ بها بدلاً من طردها إلى الخارج، ما يسبب مشاكل صحية. غالباً، لا تظهر مع انحباس الماء الطفيف (قد يتراوح بين ثلاثة وأربعة كيلوغرامات) عوارض معينة، ما يشكل صعوبة بترجيح الوزن الزائد إلى الماء.

انحباسه:

في حال اختلال آلية توازن السوائل في الجسم، فمن الأرجح ألا يكون قادراً على التخلص مما يكفي من الماء، ما يعني أن الجسم بدل أن يحتوي على 50% إلى 60% من وزنه ماء سيحتوي على 65% منه.

يفسر انحباس الماء على أنه ينتج من الضغط داخل الشعيرات الدموية أو من التغيرات في مسامات جدران الشعيرات الدموية. وقد تؤدي هذه التغيرات إلى أن يرشح الماء إلى الأنسجة المحيطة بالشعيرات الدموية حيث يمكن أن يتراكم في فراغات الأنسجة المحيطة بالشعيرات الدموية، ويمكن أن يتراكم أيضاً في فراغات الأنسجة الموجودة بين الخلايا وحولها بدل أن ينتقل إلى الأوردة التي تقوده في النهاية إلى الكلى لتضخه إلى المثانة حيث يتم التخلص منه عبر البول مع الفضلات.

صعوبة تشخيصه:

قد يصعب تشخيص انحباس الماء لأن أنسجة الجسم تتميز بالمرونة والقدرة على الاتساع فتستطيع احتجاز كمية صغيرة منه، بالإضافة إلى محتواها الطبيعي من السوائل من دون أن يتغير شكلها الطبيعي. مثلاً، قد تبدو المعدة أكبر قليلاً من حجمها الطبيعي وعند تحسسها نشعر بالنسيج الدهني أسفل الأصابع، لذا نعتقد أن الدهون هي سبب زيادة حجمها. لكن عند التخلص من الماء الزائد، قد يزول انتفاخ المعدة وتصبح مسطحة. يجب التنبيه إلى أن المعدة ذات العضلات الضعيفة والمرتخية بسبب قلة الرياضة قد تبدو كبيرة أيضاً، فصلابة العضلة وقوتها مهمتان جداً للحفاظ على شكل جميل للجسم.

أسبابه:

ينبغي ألا نرجح سبب زيادة الوزن إلى انحباس الماء إلا في بعض الحالات المرضية، فمن الطبيعي أن يتخلص الجسم من السوائل الزائدة.

ترجع الكتب الطبية انحباس الماء بسبب تغيرات الشعيرات الدموية إلى ما يلي:

- تليف الكبد (تشمعه).

- قصور في عمل القلب أو الكلى.

- خروج هرمون الهيستامين من الخلية ويكون غالباً بسبب الحساسية.

- وجود مشاكل تعيق عمل الجهاز الليمفاوي.

- الجلطات الدموية Thrombosis.

ثمة أسباب أقل خطورة قد تؤدي إلى انحباس الماء مثل:

- حبس الملح.

- خلل هرموني.

- نقص بعض الفيتامينات والأملاح.

- حساسية من بعض الأطعمة.

تحديده:

إذا كانت زيادة الوزن ناتجة من انحباس الماء في الجسم، فلن يكون من السهولة اكتشاف ذلك لعدم ظهور علامات واضحة لأن الماء ينتشر في أنسجة الجسم كافة. أما إذا كان الانحباس حاداً كالأوديما، فمن السهولة تحديد ذلك. نضغط بأطراف الأصابع على مقدمة الساق تحت صابونة القدم (الرضفة)، فإذا ترك الضغط انخفاضاً دل ذلك على انحباس الماء. فضلاً عن أن تورم الكاحلين أو القدمين مؤشر إلى انحباس الماء، لأن السوائل الزائدة تميل إلى التجمع في النصف السفلي من الجسم. كذلك إحدى علامات انحباس الماء انتفاخ المعدة أو الوجه، وقد يكون التغير السريع في الوزن (زيادة أو نقصان من يوم إلى آخر) مؤشراً إلى انحباس الماء. لكن لا ننسى أن الانحباس قد يحدث من دون ظهور أي من العلامات السابقة.

النصائح:

إذا كنت تعتقد أنك تعاني انحباس الماء، ننصحك بالتالي:

- لا تقلل من شرب الماء حتى لو كنت تعتقد أنك تعاني انحباس الماء، فالماء ضروري لعمل جميع الأجهزة الحيوية والتخلص من الفضلات وحملها من مجرى الدم الى الكليتين للتخلص منها.

- أفضل أنواع السوائل لهذه الحالة هو شرب الماء الصافي وأسوأها الشاي والقهوة لأنهما يملكان تأثير مدرات البول التي تحث الجسم على التخلص من الماء بسرعة، لكنها تشجع على المدى البعيد على انحباس الماء لأن الجسم سيحاول التعويض عما يخسره.

- يجب الحذر من استخدام الأدوية والأعشاب المدرة للبول إلا بعد استشارة الطبيب المختص لأنها قد تؤدي إلى تأثير القهوة والشاي نفسه لاحقاً.