قبل خمس سنوات طرحنا على وزيرة التعليم العالي فكرة تأسيس نواة جامعتين من بين عشرات المدارس المهجورة، ومن خلال ترميمات بسيطة بدلاً من إعطائها إما للجيش الأميركي أو بعض أصحاب النفوذ لتحويلها إلى مدارس خاصة ولكن دون جدوى.
أجد لزاماً التأكيد على قضية التعليم الجامعي وتداعياتها الخطيرة وحتمية البحث عن بدائل وحلول فورية وعملية لإنقاذ المستقبل التعليمي للآلاف من الطلبة الخريجين حديثاً من النظام الثانوي.وفي الوقت نفسه يجب أن نطلع الرأي العام الكويتي على مجموعة من الحقائق التي قد تكون مغيبة أو يحاول البعض تعميم الاتهامات بالقصور وغياب الرؤية التعليمية على مدى السنوات السابقة، حيث وصلتني شخصياً العديد من الملاحظات والانتقادات سواءً على المقالات أو التصريحات الصحافية الخاصة بمشكلة عدم قبول الآلاف من أبناء الكويت في الجامعة أو هيئة التعليم التطبيقي أو البعثات الخارجية.فبادئ ذي بدء فقد حذرنا على مدى سنوات طويلة من وقوع مثل هذه الأزمة بل وقدمنا الكثير من المقترحات والحلول الموثقة في أرشيف اللجنة التعليمية في مجلس الأمة لدرجة أن البعض أخذ ينتقد ويفسر ذلك بوجود خلافات شخصية مع إدارات الجامعة والتطبيقي والتعليم العالي.وطالما كان ملف "الشدادية" كحرم جامعي جديد تحت مجهر الرقابة وقد سلمت شخصياً حزمة من الوثائق والمستندات بوجود شبهات لأشكال وألوان من الفساد الإداري والمالي وقصور متعمد في عدم تنفيذ المشروع بيد سمو رئيس مجلس الوزراء وأمام الوزير المختص، وطالما حذرنا من مشاريع التوسعة لمباني الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وأنها لا تتناسب مع القدرة الاستيعابية لأعداد الطلبة الحاليين في الهيئة ناهيك عن الأفواج المتزايدة من الخريجين الجدد.وقبل خمس سنوات طرحنا على وزيرة التعليم العالي فكرة تأسيس نواة جامعتين من بين عشرات المدارس المهجورة ومن خلال ترميمات بسيطة بدلاً من إعطائها إما للجيش الأميركي أو بعض أصحاب النفوذ لتحويلها إلى مدارس خاصة ولكن دون جدوى.وتقدمنا باقتراح لزيادة مقاعد بعثات الدكتوراه لخريجي الجامعة ليكونوا نواة هيئة التدريس للجامعات الجديدة وذلك قبل ستة سنوات كانت كفيلة بوجود العشرات من الأساتذة الجامعيين في التخصصات العلمية المختلفة الآن وتتوفر من خلالهم طرح مقررات دراسية إضافية من شأنها امتصاص الأعداد المتزايدة من الطلبة الجدد.ومثل هذه المقترحات لا ندعي الانفراد بها، فهي حصيلة جهود ومبادرات العديد من المخلصين في المجال التعليمي ذهبت مع الأسف الشديد أدراج الرياح بسبب المكابرة والعناد أو التخلف الأكاديمي أو وجود أولويات أخرى في أجندة المسؤولين عن هذا الملف الخطير.واليوم يجب أن نرفع شعار خطة طوارئ وطنية للتعليم الجامعي مدتها خمس سنوات على الأقل لتكون لدينا خمس جامعات وطنية وكليتان إضافيتان للطب والتربية وجامعة تطبيقية، أما الحلول الفورية لاستيعاب الآلاف من الطلبة فقد تكون عبر مضاعفة البعثات الخارجية التي لا نحتاج حتى إلى ميزانية إضافية حيث تكفينا ميزانية الأوفست المجمدة لدى وزارة المالية على مدى سنوات عدة والمقدرة بمئات الملايين لتغطية نفقات الآلاف من الطلبة على المدى القصير.
مقالات
خطة طوارئ للتعليم!
05-08-2011