إلى الكويتيين والكويتيات الذين لم تتجاوز أعمارهم الثانية والعشرين، إليهم فقط أوجه هذا النداء، مستعطفاً قلوبهم النقيّة، وطهارة أرواحهم التي ربما لم تتلوث كثيرا.

Ad

ما يحدث الآن في الكويت كثير الشبه بما كان يحدث قبل الغزو العراقي، وإن كان أعظم، والأحداث الإقليمية الحالية شبيهة بتلك الفترة وإن كانت أشدّ تعقيدا، والأحداث أكبر جسامة، والغريب أن الذين يديرون الحياة السياسية الآن والصراع في الكويت هم آباؤكم الذين كانوا في أعماركم قبل الغزو العراقي، وهم ذات الشباب  غير المكترث، أو الشباب الذين رهنوا وعيهم وإرادتهم بيد غيرهم، أو الشباب الذين كانوا أجبن من أن يتخذوا موقفا مما كان يحدث حينها.

كبر أولئك الشباب وأصبحوا رجالا فاعلين في الحياة السياسية في الكويت، وهم الآن  يسيرون بوطنكم نحو نهاية مأساوية أخرى، وتحت نفس الحجج والمبررات التي كانت تُساق لهم حينما كانوا شبابا يافعين قبل حادثة الغزو، كأن يُقال إنه حراك سياسي يدل على حيوية القوى السياسية وفاعليتها، أو أن يُقال هذه طبيعة الديمقراطيات، و... و... إلخ هذه التفسيرات.

أناديكم أيها الشباب...

أستحلفكم بأغلى ما لديكم

أنقذوا الكويت،

أنقذوها من أيدي آبائكم، الذين يسيرون على نهج آبائهم الذين رموا الكويت من الهاوية بينما وقف أبناؤهم يتفرجون،

خلّصوا الكويت من قبضة آبائكم الذين مازالوا في غيّهم يعمهون

أبوس أقدامكم ألا تكرروا موقف آبائكم حينما كانوا في أعماركم، وألا تساهموا كما ساهموا حينها في اختفاء أحب أرض، وأدفى حضن.

إن ما يحدث الآن شبيه بما كان يحدث قبل أن تولدوا،

نفس السيناريو مطابق لذات السيناريو المتبع قبل أن تنجبكم أمهاتكم.

الكويت تناديكم كما نادت آباءكم من قبل ولم يكونوا منصتين،

اسمعوا نداء الكويت لا نداء آبائكم الضائعين.

إنحازوا للكويت لا لسواها حتى لو كان أقرب الأقرباء، فهو لن يكون أقرب لكم من الكويت.

الكويت أسيرة منذ جيلين أو أكثر لمن لا يخاف الله فيها، فكّوا أسرها، أنقذوا الكويت من جهل «آباء جهل».

أنتم الذين لا يستطيع أحد بأي شكل من الأشكال أن يأخذكم بجريرة الكارثة الأولى للكويت، لأنكم ببساطة لم تكونوا على وجه هذه البسيطة.

لذا أنتم أبرياء من تلك الجريمة الكبرى، وأبرياء من ذنب تلك الدماء التي سالت، والأعراض التي انتُهِكت، والدموع التي روَت الأرض، والأمان الذي نُهب بطرفة عين.

أنتم أجدر الناس الآن بالوقوف إلى جانب أمكم الكويت،

لا تفعلوا كما فعل آباؤكم.

أقبّل زهرة شبابكم... لا تتركوا الكويت بأيديهم، فهم غير مؤهلين لحمل أمانتها، وغير جديرين بحبها، لا تستقوا الحكمة من آبائكم فهم شلة مجانين يدّعون العقل، لا تتخذوهم قدوة في الوطنية، فوطنهم الوحيد مكاسبهم الشخصية.

آباؤكم جبناء فلا تحذوا حذوهم.

آباؤكم أنانيون فلا تكونوا صورة طبق الأصل عنهم.

إن أردتم الحكمة والموعظة الحسنة فابحثوا عنها في أجيال سبقت جيل آبائكم.

أجيال عرفت كيف تحب هذه الأرض وتصونها، متجاوزة تنوع طيفها الاجتماعي والطائفي والعرقي، ومتجاوزة مصالح أفرادها الضيقة.

أما جيل آبائكم فقد خطف فرحة الكويت منذ سنوات ولم يعِدها،

أناشدكم بكل حبٍّ للكويت، أن تستعيدوا الكويت من مخالب آبائكم قبل الكارثة.