صورة لها تاريخ: محمد السيد عمر أول ميكانيكي كويتي وأول فاحص ومُرخِّص لقيادة السيارة
شخصية متميزة في تاريخ الكويت، وله بصمات في ما يتعلق بالسيارة وتاريخها في بلدنا الحبيب. إنه المرحوم، بإذن الله تعالى، السيد محمد السيد عمر السيد عاصم، الابن الأكبر للشيخ والمعلم الرائد السيد عمر السيد عاصم الحَسني، رحمه الله، الذي قدم إلى الكويت في عام 1910م، واستقر فيها، وتوفي فيها صباح يوم الأحد 24 رمضان 1369 هـ الموافق 9 يوليو 1950م. ولد السيد محمد السيد عمر في عام 1892م في تركيا، وقدم إلى الكويت مع والده وأسرته وعاش بها وأصبحت الكويت موطنه وموطن أسرته الكريمة إلى اليوم، ويرجع نسبه إلى السادة الأشراف الحَسنيين سكان قرية "الجموم" في وادي فاطمة، التي تبعد عن مكة المكرمة 22 كيلومتراً تقريباً. كان أول عمل للسيد محمد في التعليم حيث عمل مدرساً في المدرسة المباركية عام 1912 حتى عام 1915، ثم سافر بعد ذلك إلى مدينة بومبي في الهند ليتعلم تصليح الساعات وغيرها من الآلات، فاستقر في بومبي 6 أشهر. وفي عام 1916م سافر إلى البصرة، وعمل لدى أسرة "الوكيل" لمدة عام، ثم رجع إلى الكويت بالباخرة، مصطحباً معه سيارته الخاصة التي اشتراها من هناك وهي من نوع "أوفرلاند"، وكان هذا في عام 1917م. وبذلك يكون السيد محمد من أوائل من اقتنوا سيارة خاصة في الكويت من الأهالي، وربما يكون أول كويتي يقتني سيارة بعد الشيخ مبارك الصباح، وقد استخدمها في نقل الركاب من مكان إلى آخر، ثم قام بتأجيرها على الأهالي في ما بعد لإنجاز احتياجاتهم. عاد السيد محمد إلى العمل بالمدرسة المباركية في عام 1919 حتى عام 1923، وشارك في معركة حمض (18 مايو 1920)، ومعركة الجهراء (10 أكتوبر 1920م)، وقد قام بإصلاح أحد المدافع الكويتية حين توقف عن العمل، كما شارك في معركة الرقعي (28 يناير 1928م). وفي عام 1925 طلب منه السيد حامد النقيب العمل في الشركة العراقية الكويتية لتسيير السيارات عند افتتاحها عام 1925م مسؤولاً عن كراج السيارات، فباشر العمل واستمر مع الشركة حتى عام 1927م، وبعدها عمل مهندساً لدى الشيخ أحمد الجابر الصباح في قصر السيف، ثم في قصر دسمان مسؤولاً عن الكراج. وهو أول من قام بتعليم الآخرين قيادة السيارة في الكويت، وأول من قام باختبارهم في القيادة، ثم يعطيهم شهادة تسمح لهم بقيادة السيارة في جميع أنحاء البلاد، كان ذلك في عام 1924، وكان يتقاضى على ذلك رسوماً قدرها روبيتان مقابل الاختبار وإصدار الترخيص، واستمر على ذلك حتى قررت البلدية التعاون معه عام 1929، فأصبحت الرخصة تصدر باسم البلدية ويوقع عليها مدير البلدية المرحوم سليمان العدساني، ويقوم السيد محمد السيد عمر بالفحص ويكون له نصف الرسوم. ويظهر في الصورة المنشورة اليوم من اليمين: العم عبدالعزيز الدوسري، السيد محمد السيد عمر، شخص لم يتم التعرف عليه، محمد الطواري، عبدالله السديراوي، سعود اليوسف المطوع، عبدالعزيز النوري، والصورة التقطت في بداية الستينيات.