من يتابع خريطة المرشحين لانتخابات مجلس الأمة ويتابع الأسماء التي سجلت في سجل المرشحين، يمكن أن يخرج بملاحظة لا يمكن أن يخطئها أحد، وهي أن كثيراً من المرشحين ليس لهم أمل في النجاح بل وحتى في قائمة المنافسة.

Ad

إذاً لماذا أقدم أولئك الأشخاص على عملية التسجيل وترشحوا وهم على يقين بأنهم لن يحصدوا إلا الفشل والسقوط الفاضح؟

البعض يفسر ذلك بأن كثيراً من فاقدي الأمل من المرشحين لم ينزلوا بإرادتهم الذاتية بل هم مدفوعون من قبل متنفذين تعهدوا بتحمل جميع تكاليف نزولهم، إضافة إلى مبلغ محترم يخرج به المرشح تعويضاً عن الجهد الذي قام به والمجهود الذي بذله، وغالباً ما يكون السبب وراء تلك العملية السعي إلى تشتيت الأصوات، وإيذاء بعض المرشحين بلسان ذلك المرشح فاقد الأمل، والتشويش عليهم سعيا إلى إسقاطهم وإفشال حملاتهم الانتخابية.

والبعض يفسر ذلك بتكتيكات انتخابية يمارسها بعض المرشحين وبعض التجمعات السياسية والطائفية بغرض حجب الأصوات عن منافسيهم وتوزيعها على بعض المرشحين الضعفاء فاقدي الأمل في النجاح وتغطية الصوت الأعور كي لا ينكشف أمرهم بعد انتهاء العملية الانتخابية.

والبعض يفسر هذه الظاهرة ويرجع سببها إلى طلاب الشهرة الذين يصل بهم حب الشهرة إلى درجة يصل بها الشخص إلى أن يكون منتهى أمله أن يصبح مرشحاً لمجلس الأمة، وأن يحصل على هذا اللقب عند دخوله إلى الديوانيات أو عند إجراء مقابلة صحافية معه أو إجراء لقاء تلفزيوني معه... المهم أن يسجل في سجلات المرشحين ويعرفه الناس على أنه مرشح حتى لو أصبح في ما بعد (مرشح سابق)، لذلك ترى أفراد هذا الصنف يعاودون الترشح مرة تلو مرة دون أي خجل أو تردد فقد استمرأوا هذه العملية وطابت لهم وأصبحت جزءاً مكملاً لحياتهم العامة ومكوناً أساسياً لشخصيتهم التي أصبحوا يقدمونها للناس.

وأخيراً فإن بعض الناس يفسر ذلك بأنه يعود إلى سبب مجاملة الناس وعدم استخدامهم لأسلوب المصارحة مع من يزورنهم مقدماً نفسه كمرشح والرسائل التي يخرج بها عند زيارته لديوانيات الدائرة، والتشجيع والتحميس الذي يسمعه فيظن أنه ناجح لا محالة، بل قد يدفعه كلام البعض إلى المسارعة إلى شراء البشت وحجز المكان الذي سيجلس فيه في جلسة الافتتاح.

وتبقى الظاهرة مادامت أسبابها قائمة، وما علينا إلا أن نعرف أن معظم المرشحين هم من فاقدي الأمل في النجاح، لكن علينا أن نبحث عن المستحقين ولا نلتفت إلى الباقين كي لا يشوشوا علينا أو يحرفوا مقاصدنا.