طارق العلي... الكسار الجديد
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
ورغم غياب أسلوب المسرح السياسي عن خشبة طارق العلي، فإنه كوميديان وملك صالة لا يوجد له منافس، بملكات تعبيرية وغنائية يندر توافرها في ممثل، ولذلك فإن بعض منافسيه لا يجدون له حلاً سوى اتهامه أحياناً بالتهريج وغياب الرسالة التوعوية عن مضمون أعماله، وهو اتهام مبالغ فيه ويدخل ضمن الإشكالية الأزلية للكوميديا من أنها ضحك من أجل الضحك كحاجة إنسانية وعلاج للبشر، أم أنها، وفق التأويل الفلسفي للإضحاك، وظيفة للتوعية وإيصال رسائل معينة إلى المجتمع أو دعم لقضايا مطلبية وسياسية، وهو ما يُمكن تحقيقه بالمزج بين الغايتين إن توافرت النصوص ذات المستوى المميز، وهو ما يصعب توافره، ولذلك يتم في قمة المواقف الكوميدية في مسرح العلي الزج بعبارات نصائح تربوية ودينية تعوض عن ضعف النص، وغالباً ستشهد النصوص المسرحية والدرامية نقلة نوعية بعد الربيع السياسي العربي، وبعد ما نشهده من حريات وعودة إلى الكوميديا السياسية بقوة في مصر عبر برنامج «حكومة شو» على القنوات الرسمية للدولة المصرية بعد الثورة، بجانب رواج هذه الكوميديا في لبنان (بسمات وطن). طارق العلي أصبح ملك المسرح الكوميدي الكويتي الذي يقود بدوره المسرح والدراما الخليجية الكوميدية، وهو من حافظ على بقاء المسرح الكويتي في فترة الانحسار بعد التحرير بسبب غياب رواده لأسباب تتعلق بالتقدم في السن وعوامل أخرى، والعلي بموقعه هذا يحيي ظاهرة علي الكسار بتفرده بنجومية المسرح الكوميدي قبل أن يدخل نجيب الريحاني لينافسه بشخصية «كشكش بيه»، ولذلك فإن العلي يحمل مسؤولية تطوير المسرح ودعمه بمواهب جديدة لأن من يقف بجانب طارق العلي على خشبة المسرح تكون أمامه فرصة تاريخية لولوج العمل الفني، كما أن العلي بحاجة إلى منافس قوي بوزن الريحاني-الكسار ليشحذ همته ومواهبه غير المتناهية وهو ما أراه في زميله الفنان عبدالعزيز المسلم.***أتمنى أن يغير طارق العلي من لازمته المعتادة بضرب زملائه كجانب من الأداء التمثيلي وإيجاد لازمة أخرى، والاستغناء كذلك عن استخدام عاهات ذوي الاحتياجات الخاصة كوسيلة للإضحاك، علما أن استخدام المعاقين جسدياً أو فكرياً في أعمال درامية لاستغلال عاهاتهم هي جريمة في الغرب، وأيضاً أتمنى عليه التأني الشديد في اختيار النصوص خاصة للأعمال التلفزيونية.