Ad

أكرمني الله بصديق يعيش مع زوجته حياة معكوسة، هو يكره السياسة والقنوات الإخبارية، ويمقت الرياضة وكرة القدم تحديداً، ويعشق الشعر والتسوق، وهي تكره التسوق، وتتابع مباريات كرة القدم بهوَس، المحلية منها قبل العالمية، ولا تفوتها فائتة من مباريات الدوري الأوروبي، وتعرف أسماء اللاعبين الاحتياطيين والأساسيين، وتتابع أخبار تنقلاتهم وصفقاتهم، وتحمل «كرت قناة الجزيرة الرياضية» في حقيبتها أينما حلت وارتحلت. وهي فوق ذا وتحت ذاك تتابع أخبار السياسة.

يقول: «منعتها من حضور المباريات المحلية في المدرجات، ووافقت على حضورها المباريات الأوروبية أثناء تواجدنا هناك، على أنني أقضي وقتي بتصفح المجلات طوال جلوسنا في المباريات».

هاتفني أمس متذمراً: «أم فلان صدّعت رأسي تريد أن تحضر تجمعاتكم، لا وفقكم الله ولا وفقها، ولا وفق الساعة التي تزوجتُ فيها جورج بوش»، هكذا يسميها! قلت: «ما المانع من حضورها؟»، قال، وكأنما يصرخ على المجتمع وعليّ أنا وعلى زوجته: «يا عزيزي أنا لا أمانع، لكننا بدو كما تعرف، وستتبرأ مني قبيلتي لو مرّت الكاميرا علينا أنا وهي في التجمع»، وأضاف: «أنت تعرف أن (ربعنا) سيضيفون بهاراتهم على القصة، فيقسم أحدهم أنها كانت ترتدي البكيني، ويقسم الآخر أنه شاهدها وهي تعانق الرجال، الواحد تلو الآخر، ويقسم الثالث أنها كانت تمسك كأس الويسكي في يدها وتترنح، وكادت تدهسها السيارات لولا تدخل الخيّرين ورجال المرور، ويقسم الرابع والخامس والسادس... ثم ما حكايتكم مع التجمعات؟ ماذا تريدون من الحكومة؟ ألم توفر لكم «المهيدب»* في الأسواق؟ ألا يحمل كل منكم بطاقة السحب الآلي في جيبه؟ فماذا تريدون أكثر، سحقاً لكم (هو قال الله يلعنكم لكنني أضفت على جملته الماء وخففتها)؟

قلت: «أنت تحمل درجة الماجستير وزوجتك تحمل البكالوريوس، وقضيتما جزءاً ليس بالقليل من حياتكما في أميركا، وتقول نحن بدو؟! أنا الذي أقسم الآن أن خالد الحربان يعرف أنواع الإبل أكثر منك، ومحمد كرم يعرف «الحمض» وأنواع العشب ويفرح بالمطر أكثر منك ومن زوجتك، فدع عنك هذا العذر الأجوف وهذه الأوهام التي سيطرت عليك، واحسب حسابك على (اليوم الكبير) يوم 21 سبتمبر الجاري، أي بعد أيام قلائل، حيث من المقرر أن تجتمع القوى السياسية بقواعدها وكبارها وشبانها في ساحة الإرادة. ومن هنا إلى (اليوم الكبير) عليك أن تتوقف عن متابعة قنوات الردح وعن تناول المهيدب، وانهض معنا لنتدارك ما تبقى من الكويت...».

واستمر الحديث، و«تعرمشت» أذنه ولم أطلق سراحها إلا بعد أن سألني: «هل ستكون هناك مساهمات مالية؟ وكيف يمكنني المساهمة؟».

وقبل أن ننهي المكالمة قال في ما يشبه الرجاء: «احرص على تشجيع المنقبات (المنتقبات) على الحضور كي تختفي زوجتي بينهن»، قلت: «سأفعل».

فيا ذوات النقاب ويا ذوات الحجاب وذوات التنورة القصيرة والجلباب وذوات الجينز والكاب، المثقفات منكن تحديداً... الديرة تراهن على حميّتكن وغيرتكن عليها أكثر من كثير من ذوي الأشناب.

* المهيدب: نوع من أنواع الرز، تعتبره الحكومة من المأكولات السيادية، يأكله الشعب فيتسطح ويؤيد الحكومة.