كان موضوع الشباب في صدارة حديث صاحب السمو الذي عبّر عنهم في جملة معانٍ في غاية الجمال، عندما قال إن الشباب الكويتي «أضعهم في قلبي وأحضاني»، وهم مستقبل بلدنا، وبهم يستمر بناؤه، وهم من سيقودون المسيرة.

Ad

فرص التشرف بلقاء صاحب السمو الأمير محطات في غاية الأهمية، لأنها من ناحية مناسبة للالتقاء بمرجعية سياسية كبيرة تتمتع بإرث تاريخي من الخبرة والحنكة والدبلوماسية، وكرمز للسلطات الدستورية تجسدت في كونه رئيساً للدولة، ومن ناحية أخرى تجد أن هناك صدراً كبيراً مفتوحاً على مصراعيه يتقبل الآراء والمقترحات والهموم والشجون ويشاطرك التفاعل معها بكل أريحية وشفافية.

وقد تشرفت بلقاء سموه كمواطن ودون أي صفة رسمية، ولم تختلف نظرته وتواضعه وسماحه للحديث معه بكل صراحة، وفي إطار من أدب الحوار مع قائد ووالد وأمير، كما لو كنت في نفس منصبي عضواً في مجلس الأمة، وإنني إذ أتقدم بجزيل الشكر والعرفان من مقامه السامي على إتاحة الفرصة للعديد من أبنائه وإخوانه، من مختلف ألوان الطيف الكويتي للإدلاء بآرائهم وأطروحاتهم، خصوصاً في مثل هذه الظروف حيث الحراك السياسي على أشده، ونحن على أبواب مرحلة مهمة، فبودي أن أشارك القارئ الكريم ببعض العناوين التي أجدها مهمة، وتمثل خريطة طريق لنا جميعاً.

فقد كان موضوع الشباب في صدارة حديث صاحب السمو الذي عبّر عنهم في جملة معان في غاية الجمال، عندما قال إن الشباب الكويتي "أضعهم في قلبي وأحضاني"، وهم مستقبل بلدنا، وبهم يستمر بناؤه، وهم من سيقودون المسيرة. ولذا فإن من حق هذا الوالد الكبير عليهم في المقابل أن يرى تفاعلهم وصدى كلمتهم باسم كويت المستقبل، وهم يمثلون اليوم نسيجاً يجمع مكونات هذه الأمة بكل انتماءاته في رحاب سموه وبمحضره مباشرة وبذات التلقائية والعفوية التي قادوا من خلالها الحراك الشعبي دون وسيط من نواب أو تيارات أو غيرها.

وأكد صاحب السمو أن عنوان محاربة الفساد والتشريعات المنظمة لذلك سيكون أهم أولويات المرحلة القادمة وبعد الانتخابات مباشرة لأن ذلك يمثل صمام الأمان للنزاهة والاستقرار، وجدد ثقته بالقضاء الكويتي في التعامل مع قضية "الإيداعات المليونية" وكذلك اقتحام مجلس الأمة باستقلالية والقبول بأحكامه، وعبر عن ارتياحه لقرار الإفراج عن الشباب بكفالة مع استمرار الإجراءات القضائية في هذا الشأن.

وكان سموه حفظه الله حريصاً على نزاهة الانتخابات المقبلة على أكثر من صعيد، منها مواجهة كل أشكال المال السياسي أياً كان مصدره وتجريم الانتخابات الفرعية، إضافة إلى أوامره للجهات القانونية بمراجعة سلامة الإجراءات الدستورية في ما تم اتخاذه من أوامر ومراسيم بشأن استقالة الحكومة وقبولها وتعيين رئيس جديد لها والوزارة الانتقالية ضماناً لمنع أي شبهات قد تؤدي إلى طعون دستورية في صحة الانتخابات المرتقبة.

وأبدى سموه رحابة صدره المعتادة في تقبل الرأي والرأي الآخر واحترام رأي أي معارضة وانتقاداتها في دولة المؤسسات وتحت سقف الديمقراطية مادام الجميع يحرص على مصالح البلاد والشعب الكويتي، أما بلسم حديث سموه فتمثل في ضرورة المحافظة على ركائز الوحدة الوطنية، إذ قال صادقاً إنه يمتعض جداً من المسميات والتصنيفات المذهبية والفئوية كالسنّة والشيعة والحضر والبدو، مشيراً إلى أننا جميعاً كويتيون وأهل بلد واحد يستوعبنا كلنا بمصير مشترك، وأن تعاوننا ومحبتنا المتبادلة ونبذ الفتن والحسد هي طريق النجاح والإنجاز للجميع.

فإذا كانت هذه بعض عناوين المرحلة المقبلة التي أكدها سمو الأمير لكل من تشرف بلقائه خلال الأيام الماضية، رغم اختلافاتهم السياسية، وهي ما أعلنه في العديد من المناسبات السابقة لنحمل رايتها معاً ونجسدها قولاً وعملاً، ففي ذلك يكمن الخير كله ورب الكعبة.