كثيرة هي الجاليات الوافدة التي نراها حولنا في الكويت, خصوصاً أن عددهم يقارب الـ70% من سكان الكويت، وهو مؤشر خطير قرع جرس إنذاره الكثيرون لكن المسؤولين صم بكم عمي لا يعقلون, ولكن هل تخيلنا في يوم من الأيام أن نكون نحن المهاجرين؟

Ad

أصدم بشكل يومي من أعداد الشباب من الجنسين الذين يفكرون جدياً بالهجرة للخارج مؤمنين أن مستقبلهم هناك أكثر إشراقاً ووضوحاً من الكويت, وهل نملك أن نلومهم؟ أم يحق لنا أن ننتقد قرارهم؟ ونحن الذين بشكل يومي «نتحلطم» بكل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية, التقليدية منها والحديثة, بل بدل أن نخترع الحلول أصبحنا نخترع طرقاً جديدة في الشتائم و»التحلطم», حتى شاب ريش الطائر الأزرق في «تويتر» وتحول إلى بومة رمادية, وهل كنا سنكون بهذا التشاؤم لولا أن الوضع حقاً يستحق ذلك؟

عندما يرى شبابنا بجنسيهم- أو يسمعون- كيف يعامل الإنسان في الخارج؟ وكيف يعاملون هم الذين يعتبرون وافدين ومتطفلين على البلد الذي يدرسون فيه؟ وكيف يتم تقييمهم على أساس كفاءتهم واحترامهم للقانون؟ فلا أحد يعلم هناك ما دينك أو مذهبك, ولا أحد يعلم إن كنت «أصيلاً» أو «بيسريا», ولو علموا أنك بدوي أو حضري- وهذا مستبعد- فلن يهتموا أساساً... لِمَ يفكر شبابنا في العودة وهم يؤمنون بالنظام هناك, ويؤمنون أن على قدر جدهم وعزمهم تأتي العزائم؟!

هل سيفكرون بالعودة وهم المنفتحون على العالم وعامرون بالطموح, لتنكسر أمواج أملهم على صخور اليأس و»الواسطة» والمحسوبية؟ هل سيفكرون بالعودة لبلد أقصى اهتمامه فصل التعليم لأنه يرى فيه فساداً وانحلالاً ومكانا لنشأة أبناء الزنى والحرام؟ كم أخجل من نفسي عندما أخوض في نقاشات شبيهة بهذا النقاش, وأتوقف كثيراً لأسأل نفسي وأنا الذي أخوض هذه المعمعة «من صجهم؟»... فماذا عن أبنائنا بالخارج؟

السؤال الأهم ليس لِمَ يفكر شبابنا في الخارج بالعودة؟ بل ما الحل لكي يرغبوا في العودة؟ المشكلة ليست في حب الشباب لتلك الدول والرغبة في العيش هناك والعمل فيها, بل المشكلة في كره الشباب الموجود في الداخل أن يبقى في البلد... وها نحن هنا نقرع جرس الإنذار.