هل لا تزال الجامعة ضرورية؟!

نشر في 13-02-2012
آخر تحديث 13-02-2012 | 00:01
No Image Caption
 صالح القلاب مثلما أصبح ضرورياً إعادة النظر في الهيئات الدولية وبخاصة مجلس الأمن، الذي كان يقصده الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما قال في إطار تعليقه قبل أيام على "الفيتو" الروسي-الصيني في الاجتماع الأخير لهذا المجلس: "إنه لا يجوز أن تبقى أقلية تتحكم بالقرارات العالمية"، فكذلك أصبح لازماً أن تعاد صياغة الجامعة العربية وفقاً لمعطيات هذا القرن بحيث تتماشى مع كل هذه التحولات التي شهدتها وتشهدها معظم الدول العربية إن لم تكن كلها. لقد تشكلت هذه "الجامعة" في ظروف وأجواء الحرب العالمية الثانية، وكان تشكيلها إن ليس بقرار من بريطانيا العظمى فبنصيحة منها، وهكذا بقيت خاضعة لمعادلة صراع المعسكرات والحرب الباردة على مدى المنتصف الثاني من القرن العشرين وعلى أساس أن هناك عرباً مع الاتحاد السوفياتي ومعسكره وأن هناك عرباً مع الولايات المتحدة ومعسكرها الغربي ولهذا فإن قراراتها ومواقفها بقيت محكومة بهذه الوضعية طوال هذه الفترة، في حين أنها بقيت كسيحة على مدى سنوات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لاشك أن محاولات، ربما غير جدية، قد جرت لإصلاح هذه الجامعة التي غدت كخيمة بالية لا تقي من قرٍّ ولا تحمي من حر فبقي كل شيء على ما هو عليه، وهنا فإن ما أنعش الآمال بإمكانية أن يوقظها هدير الشوارع العربية في الدول التي غشاها هذا الـ"تسونامي" العربي أنها اتخذت قرار الاستعانة بحلف الأطلسي لحسم الأمور التي كانت خطيرة ومتردية في ليبيا، لكن ما لبث أن ثبت أنها لا تزال عاجزة ومهيضة الجناح عندما التهبت سورية على هذا النحو وهذا يعني أنه لابد من الإسراع إلى إعادة النظر في تركيبتها وفي منطلقاتها وطريقة عملها أو عدم التردد في دفنها غير مأسوف على شبابها ولا على شيخوختها! لقد ثبت أن أداء الأمين العام نبيل العربي، الذي يبدو أنه لا يزال "يتعيش" سياسياً على مقالات محمد حسنين هيكل في صحيفة "الأهرام" التي كان يكتبها تحت عنوان "بصراحة" للترويج  لسياسات وتوجهات مصر الناصرية في تلك المرحلة السابقة، بالنسبة للمأزق السوري المتفاقم قاصر وكسيح وأنه لم يعط هذه الأزمة إلا رئيس استخبارات عمر البشير السابق مصطفى الدابي وإلا هذا الدوران المأساوي في الحلقة المفرغة ولهذا وقد انكشفت كل عيوب هذه الجامعة على حقيقتها من خلال تعاطيها المحزن مع أزمة غدت طاحنة في إحدى الدول العربية الرئيسية والأساسية فإنه لابد من وقفة إصلاحية جدية لتصبح هذه الهيئة القومية متلائمة مع متطلبات القرن الحادي والعشرين وإلا فإنه من الأفضل إيجاد قبر لها عند أقدام جبل المقطَّم في القاهرة والإسراع في دفنها هناك!
back to top