إنت دافع من جيبك شي؟

• تعرف أن لديك مصيبة عندما يتم تبديد ثروات البلد على زيادات وكوادر بشكل فوضوي وعشوائي، وعندما تعترض على ذلك يأتيك الجواب المعلّب "إنت دافع من جيبك شي"! وكأن الدفع من جيبك حرام بينما من جيب الوطن حلال!

مرددو هذه العبارة ما هم إلا مصاصو دماء يرون الوطن مجرد برميل نفط لـ"الشفط" غير عابئين بمستقبل البلد، وغير مبالين لكون نعمة النفط زائلة في يوم من الأيام.

هناك من هو غير منتبه لهذه الحقيقة، ويجب أن يراجع نفسه، لكن هناك أناس منتبهون إليها ومصرون على نظرتهم هذه؛ لأنهم لا يرون هذا البلد سوى محطة للاستزادة استعدادا للانتقال إلى محطة أخرى، وهذه الشاكلة من الناس موجودة في كل فئات المجتمع.

في كلمة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة عام 1961 قال جون كنيدي: "لا تسل عما يمكن بلدك أن يعمله لأجلك، بل اسأل عما يمكنك القيام به لبلدك" ترى أين نحن من هذه العبارة الخالدة؟

• تعرف أن لديك مصيبة عندما لا تجد حتى نائباً واحداً يعارض كادر المعلمين وزيادة مكافأة الطلبة؛ لأن الكل بات أسيراً للضغوط الشعبية. هذا لا يعني أن المعلمين لا يستحقون أي زيادة، لكن يجب أن تتم هذه الزيادة من ضمن دراسة شاملة لكل وظائف الدولة وليس لكل وظيفة على حدة كما هو حاصل الآن، خصوصاً أن اللجنة المالية كلفت الحكومة وضع دراسة شاملة لرواتب الموظفين حتى نهاية هذا الصيف، فلماذا الاستعجال الآن؟ ومنذ متى تمر الكوادر من خلال مجلس الأمة وليس من خلال ديوان الخدمة؟

• تعرف أن لديك مصيبة عندما يتم تدليع الطلبة بمكافآت لا يستحقونها من أجل حثهم على الدراسة، ففي الدول المتحضرة يقوم الطالب بالاقتراض من أجل تمويل دراسته أو العمل أثناء الدراسة حتى يشعر بقيمة الشهادة التي يحملها، أما عندنا فيتم إعطاء كل طالب أكثر من ألف دولار شهرياً حتى يقضي وقته بالمقاهي والشوارع بدلا من أن "ينثبر" في بيته ويدرس! عندما لا يملك الطالب الكثير من المال لا تكون هناك كثير من الملهيات التي تشغله عن الدراسة، لكن مجلسنا العبقري يتوقع زيادة التحصيل العلمي للطلبة مع زيادة المكافأة التي توفر لهم سبلا للصرف وقضاء أوقاتهم بأمور أخرى غير الدراسة! الشاب داوود معرفي عمل في "ماكدونالدز" والآن يدير شركة استثمارية، فلماذا لا يعمل بقية الطلبة إن كانوا محتاجين فعلا بدلاً من الدلع؟

• تعرف أن لديك مصيبة عندما يقوم طلاب جامعات "الميكي ماوس" في الفلبين بالظهور في الصحف والقيام بجولات على النواب من أجل الضغط لقبول شهاداتهم بدلاً من أن يلفوا وجوههم بـ"الغتر والشماغات من الفشلة" لأن الكل يعرف أنهم ليسوا سوى مزوري شهادات من أجل الحصول على الكوادر!

• تعرف أن لديك مصيبة عندما يكون المجلس مشغولاً فقط بإقرار قوانين متعلقة بزيادة مالية، أما القوانين المتعلقة بتنويع مصادر الدخل وتشجيع الكويتيين على العمل الفني لتقليل العمالة الوافدة وعلاج الخلل في التركيبة السكانية ومئات المشاكل الأخرى فلا بواكي لها.

• تعرف أن لديك مصيبة عندما يعطى كل لاعب في المنتخب 70 ألف دينار لحصولهم على بطولة غير معترف بها دولياً بينما لا يحصد المخترعون والمبدعون سوى الفتات.