تتزايد في الآونة الأخيرة أنشطة خارجية مريبة لتعطيل ومنع أية مشاريع تنوي الحكومة الكويتية إنجازها في المناطق الشمالية من البلاد، وبصفة خاصة في محيط منطقة جزيرة بوبيان ومدينة الصبية، وكان آخرها اعتراض نواب عراقيين على مشاريع مازالت في طور البحث والتفكير لمحطات طاقة نووية في منطقة العبدلي، وذلك بعد الحملة السياسية التي خاضها سياسيون عراقيون ضد مشروع ميناء مبارك الكبير (بوبيان) والافتراء الكبير الآخر باتهام الكويت بسرقة النفط العراقي من خلال الإنتاج من حقولنا في المنطقة الشمالية من الأراضي الكويتية!

Ad

الحملات المتواترة التي نتعرض لها من العراق ومن هو خلف العراق، ممن يمتلكون النفوذ والسيطرة عليه، لها مدلولات خطيرة وجدية يجب أن نتنبه لها ككويتيين ونعمل بجد لإفشالها عبر إبداء الجدية والتصميم على استغلال جميع موارد أراضينا وإنجاز كل مشاريعنا على إقليمنا الوطني من أقصى شماله حتى أقصى جنوبه، وبذلك نصد هذه الحملة الخبيثة، ولذلك فإن محاولات البعض في الداخل لتعطيل مشاريع إعمار المنطقة الشمالية وربطها مع الكويت عبر جسر جابر وإنجاز مدينة الصبية أو مدينة الحرير وميناء مبارك الكبير تقوم فعلياً بالتفريط في مصالح الكويت، وترتكب فعلاً يرقى للخيانة الوطنية لأنها تدعم الحملات الخارجية التي تلتقي معها بنفس الغاية.

لذا، فإن الحكومة مطالبة بالبت الفوري في جميع مشاريع المنطقة الشمالية، خاصة بعد أن ظهرت ملامح تقرير ديوان المحاسبة بشأن مناقصة جسر جابر الذي نشرت الزميلة جريدة «القبس» في عددها الاثنين الماضي جانباً منه يثبت صحة إجراءاتها بهذا الشأن، كما عليها أن تسارع إلى استكمال إجراءات سريان المناقصة وبدء تنفيذ جسر جابر على الفور لأنه المفتاح الرئيسي الذي سيحيي جميع مشاريع إعمار شمال الكويت، خاصة أن المشروع ظل في الأدراج واللجان الحكومية منذ أكثر من خمسة عشر عاما، نتيجة لصراعات بين مجموعات فرطت في مصالح البلد التي سيجنيها سياسياً واقتصادياً من إعمار جزء غال من الوطن لصالح مصالح شخصية ضيقة، وللأسف فإن نفس هذه المجموعات تحاول اليوم أن تعيد هذا المشروع الوطني إلى نقطة البداية عبر طرح أفكار نوقشت منذ عام 2000 وتم استبعادها بعد أن أشبعت بحثاً ودراسة مثل نظام الـ «بي أو تي» والشركات وخلافه، وهي كلها ممارسات تدخل ضمن تكتيكات قوى تريد تعطيل المشروع ووأده لحسابات الانتقام والمصالح الشخصية التي نتمنى أن تتراجع لصالح الانتماء الكويتي، بل إن المطلوب أن تتكاتف هذه القوى مع الدولة لسرعة إنجاز هذه المشاريع في المناطق الشمالية عبر إحياء المدن والمناطق الصناعية والتجارية وزيادة التركيز السكاني فيها لتكريس الحق الكويتي على جميع أراضينا الموثقة والمرسمة وفقاً للقرارات الدولية وبموجب الحقائق القانونية والتاريخية.

***

منظر غير إنساني ومفجع يقوم به بعض أصحاب الأعمال، في صيف الكويت القاسي، بنقل عدد كبير من عمالهم ظهراً في باص «بوعرام» غير مكيف وهم متراصون جلوساً ووقوفاً، علماً أن الباصات المكيفة أصبحت متوفرة بقيمة ليست كبيرة في وقتنا الراهن، لذا أقول لكل صاحب عمل يقوم بمثل هذه الممارسة: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.