لطالما كانت ديمقراطيتنا هي الميزة التي يفتخر بها الكويتيون أمام جيرانهم في دول المنطقة والعالم، فدبي تبني ناطحات السحاب ونحن نكاد نلامس الشمس بدستورنا، وقطر تستضيف كأس العالم ونحن استضافنا العالم بأسره وناصر قضيتنا العادلة إبان الغزو الصدامي كوننا شعباً صغيراً بتعداده... كبيراً بديمقراطيته.
وكم من المحن والشدائد مرت بهذا البلد، فتقاسم أهل الكويت رغيف الخبز وقاوموا ضنك العيش، وتمكنوا (جميعهم) بالنهاية من العبور والوصول إلى بر الأمان، حتى أصبحت الكويت على صغرها المثال الحي للحرية والتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر، فكانت على الدوام الملاذ والوجهة لكل من ضاقت به الأرض بما رحبت.وها نحن اليوم نعيش أزمة من نوع مختلف، فها هو الشارع السياسي يتفوق باحتقانه على أزمتنا المرورية، وها هم أبطال الموالاة والمعارضة على حد سواء يتفوقون بسرعتهم على سرعة "كيانو رييڤ" في فيلم "speed"، فيتجاوزون كل الخطوط الأرضية والإشارات الضوئية ولا يكترثون بإفزاع الشعب المترقب على قارعة الطريق، ويتناسَون كل القوانين والقيم، ويغضون الطرف عن حقيقة أن القيادة "فن وذوق وأخلاق"! كل ذلك للوصول إلى الهدف مهما كانت الخسائر!لست هنا بصدد مسك العصا من المنتصف، ولا تعميم الخطأ على الجميع، فالمنصفون موجودون في كل مكان، وعند مخاطبة أغلبية المفروزين على جهة دون أخرى، تجدهم يتحفظون على كثير من الممارسات، إلا أنهم لا يجدون البديل! أما الحل بنظر الكثيرين فيتلخص بتشكيل خط ثالث بعيد عن التكسب والعنتريات ليمثل "حارة الأمان" في شارعنا السياسي المشحون.ختاماً أشكر الصديق الإعلامي عمر العثمان على المساهمة في وضع عنوان المقال.خربشة: سواء كان التقرير لبسيوني أو لطفي أو حتى متولي، فإن معظمهم لن يكف عن "التطييف"!مسطرة: نعم آلمنا التعاطي مع حادثة التأبين في السابق، فكدنا نفقد الوطن، وكما رفضنا التعسف بتطبيق القانون حينها، نرفضه اليوم.
مقالات
شارعنا السياسي وحارة الأمان
26-11-2011