لبنان إلى أين؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
والآن ولمعرفة ماذا يخبئ الغيب القريب للبنان فإنه من الضروري العودة إلى أسباب استهداف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ولعل أول هذه الأسباب هو أنه، خلافاً لما كانت تريده سورية وتريده إيران وبالتالي حزب الله بقيادة حسن نصر الله، استطاع توحيد الطائفة السنية اللبنانية، بعد أن استهدفها نظام حافظ الأسد وعمل فيها تمزيقاً، ولجأ إلى تغييب معظم رموزها وقياداتها إما بالاغتيال كما حدث مع المفتي حسن خالد ونائبه صبحي الصالح أو بالتشريد، كما حدث مع صائب سلام وإبراهيم قليلات وكمال شاتيلا قبل أن يعود ويقرأ صورة «التوبة» ألف مرة. لقد أصبح وجود رفيق الحريري، وخاصة بعد أن استعاد ألق الطائفة السنية السابق إليها، وبعد أن استعاد تفاهمها التاريخي مع الطائفة المارونية، حيث كانت هاتان الطائفتان مركز قرار القضايا اللبنانية الرئيسية، يتعارض مع الوجود العسكري السوري في لبنان ويتعارض مع توجهات حزب الله ومع المشروع الإقليمي الذي تقوده إيران في هذه المنطقة، ولذلك فقد كان لابد من التخلص منه ولابد من القيام بسلسلة الاغتيالات التي شملت عدداً كبيراً من القيادات السياسية ومن الزعامات الشعبية ومن الكتاب والصحافيين، وبالتالي إخضاع هذا البلد لأجواء من الرعب لتمرير هذا المشروع الذي أصبحت دوافعه واضحة ومعروفة إلا لمن لا يريد أن يعرف.لن يسلَّم حسن نصر الله أعضاء حزبه القياديين، الذين صدر بحقهم قرار الاتهام الذي أصدرته المحكمة الدولية، كما أعلن مساء أمس الأول، وستبادر سورية هروباً من أزمتها الداخلية الطاحنة إلى الدفع باتجاه إشعال فتيل حرب طائفية جديدة في لبنان، وستندفع إيران بدورها في هذا الاتجاه لتعميم حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة، وليكون الفرز في الشرق الأوسط طائفياً، والدليل هو التصريحات الأخيرة التي أدلى بها علي خامنئي، والتي قال فيها: «إن ما يجري في البحرين هو النضال الحقيقي، وإن ما يجري في سورية هو انحراف!».