يجب على شعوب المنطقة بشكل عام والقوى المدنية والديمقراطية بشكل خاص معارضة أي حرب محتملة على إيران، الهدف الأول غير المعلن منها هو تخفيف تبعات الأزمة الاقتصادية الرأسمالية على الدول الغربية بشكل عام، وعلى مصانع الأسلحة الأميركية بشكل خاص، وإشغال شعوب المنطقة في صراع إقليمي جديد ومدمر لا ناقة لها فيه ولا جمل.

Ad

عادت طبول الحرب في الخليج تقرع من جديد، فها هو السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو يكشف خلال محاضرة ألقاها في جامعة "حيفا" نهاية الأسبوع المنقضي "أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر تعليماته إلى قيادة جيشه باتخاذ كل الاستعدادات للقيام بأي عملية حرب محتملة ضد إيران".

صحيح أن التهديدات الأميركية لإيران ليست بالأمر الجديد، لكن إذا ما أخذنا في الاعتبار الأزمة الرأسمالية الاقتصادية الخانقة التي تعانيها الولايات المتحدة الأميركية أشد المعاناة، والحرب الباردة بين قطبي المنطقة "السعودية وإيران" التي يعبر عنها عادة بالتراشق الإعلامي العنيف الذي ارتفعت وتيرته في الأسابيع القليلة الماضية، خصوصاً بعد تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، وتحذيرها لدول الخليج من زيادة إنتاجها النفطي لتعويض النفط الإيراني، فإنه يبدو أن المنطقة مقبلة على حرب جديدة من المؤكد أنها لن تكون حرباً تقليدية، لكن المصيبة أن توجيه أي ضربة حتى لو كانت خاطفة لإيران فستكون نتائجها كارثية على دول المنطقة وشعوبها، خصوصا أن دول المنطقة وبالأخص إيران تواجه أزمات داخلية تجعلها تبحث أن أي سبب خارجي لإشغال قوى المعارضة في الداخل كما كان يفعل دائماً صدام حسين.

إن صمت شعوب المنطقة وقواها الحية تجاه ما يجري في منطقة الخليج قد يفسر بأنه قبول وتسليم بما تفعله الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة؛ بما في ذلك إعلان الحرب على إيران، وهذا غير صحيح البتّة لأن شعوب المنطقة تعرف قبل غيرها ما تعنيه أي حرب جديدة في الخليج، إذ إن الحرب ليست نزهة. أضف إلى ذلك أنه من حق دول المنطقة وشعوبها أن تنعم بالسلام الدائم وتركز جهودها على التنمية المستدامة والعلاقات الودية والتعاون المشترك، خصوصا أنها قد عانت الأمرّين خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب حروب عبثية مدمرة استنزفت الثروات ودمرت البيئة، ونشرت الأمراض النفسية والجسدية المستعصية، وأججت الصراع الطائفي البغيض بشكل مخيف، وأوجدت حواجز نفسية بين شعوب المنطقة لن يكون من السهل تجاوزها خلال مدة قصيرة. من هنا، فإنه يجب أن يعلو صوت شعوب المنطقة للمطالبة بالسلام وإنهاء مظاهر الحرب الباردة حتى لا تبقى المنطقة بؤرة توتر دائمة، كما أنه يجب على شعوب المنطقة بشكل عام والقوى المدنية والديمقراطية بشكل خاص معارضة أي حرب محتملة على إيران، الهدف الأول غير المعلن منها هو تخفيف تبعات الأزمة الاقتصادية الرأسمالية على الدول الغربية بشكل عام، وعلى مصانع الأسلحة الأميركية بشكل خاص، وإشغال شعوب المنطقة في صراع إقليمي جديد ومدمر لا ناقة لها فيه ولا جمل.