العظائم لها العظام
![د. صالح الحيمر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1464379767897983600/1464379777000/1280x960.jpg)
المبادرة كانت تلك كلمة السر في هذا الإبداع الصناعي غير المسبوق، والذي يعتبر من أضخم الإنجازات خلال المسيرة البشرية.المبادرة لا تنتظر حتى تذهب في إجراءات الحكومة والمسؤولين الذين ألقى بهم الحظ والمصادفة على كرسي الرئاسة والوزارة والمسؤولية. والتفكير في المبادرة يجب ألا يكون نمطيا، ومن خلال لجان ومستشارين وإجراءات حكومية، بل تحتاج قائدا صاحب رؤية وحماس يتبناها ويضعها على خط التنفيذ، فهذا رامسفيلد الكريه عندما أراد أن يغزو العراق كان قد وصل إلى قناعة 80% بالفكرة ولكن كان لديه فقط 20%من العدة اللازمة للحرب، يقول: قررت التقدم بلا تردد، وقد كان له ما أراد، احتاج فقط "مسافة السكة" ليحتل بغداد.كم من المبادرات مرت بجانبنا دون تنفيذ أو حتى اهتمام، فإما نامت بالأدراج وإما أنها أخذت طريقها للدول المجاورة، هناك مبادرات كان يمكن أن تغير وجه الكويت لو أنها وجدت رجال دولة وقادة لديهم شيء من الفهم وقليل من الرؤية. انظر إلى المبادرات كالمصافي النفطية ومحطات الطاقة والسكك الحديدية والمدن البحرية والجزر الصناعية والممرات المائية داخل المدينة الترفيهية والمطارات الحدودية والموانئ البحرية وغيرها كجامعة الشدادية... كلها تم تنفيذها على مسافات قريبة منا ولكن ليس أي منها في الكويت.يبدو أننا ما زلنا في نشوة الفرح منذ أن أنشأنا أبراج الكويت، فتعزم فيها الحكومة ضيوفها وتضع صورها على الطوابع وكتب المدارس، ويغني في شرفاتها الفنانون، وتعرض في باحاتها الإعلانات التجارية، وتضعها القنوات الفضائية عندما يأتي الخبر عن الكويت أو تعرض درجة الحرارة.وهذه بشرى، فقد عرف أهل الكويت معنى المبادرة منذ القرن الثامن عشر، حيث عبر عنها إبراهيم الصلال في مسلسل "الأقدار" عندما سأله مرعوب عن معنى بادرها، فرد عيه الصلال: "طل بويها وتثاوب".wathnan@ Twitter