وبدأت مصر تقرف ثورتها!!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
هناك قصص مروعة لما ترتب على تغييب الشرطة والأجهزة الأمنية من نهب وسلب و»تقشيط» و»بلطجة» واستباحة أموال الناس وأعراضهم، فالقاهرة التي كانت تبقى مستيقظة ترقص وتغني وتسهر حتى شروق الشمس، أصبحت تطفئ الأنوار مبكراً ويتجه أصحاب المطاعم والمرابع الليلية هرولة إلى منازلهم، خوفاً من إغارات الزعران والساقطين الذين أصبحوا يسيطرون على الشوارع الخلفية وعلى الحارات الجانبية، وحتى على الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدن المصرية الأخرى. وإزاء كل هذا الانفلات الأمني وما يترتب عليه من استهداف للمواطنين المصريين وترويع لهم ولأطفالهم، فإن السؤال الذي بات يتردد في مصر وخارجها هو: ما الجهة المستفيدة من استمرار تغييب الأجهزة الأمنية حتى تكون هناك هذه الفوضى ويكون هناك كل هذا الرعب، وبالتالي كل هذا الانهيار الاقتصادي الذي إن هو تواصل فإن هذا البلد مقبل على كارثة محققة لا محالة...؟!هناك من يقول إن هدف حل الشرطة هو سحب البساط من تحت أقدام ثورة ميدان التحرير، وتأليب الشعب المصري عليها، وتشويه صورتها، حتى يأتي ذلك اليوم، ويبدو أنه أصبح قريباً، الذي تنطق فيه الشوارع لتبلغ عن وجود أحد شبان هذه الثورة، ومن ركبوا موجتها من «البلطجية» و»الزعران» والمجرمين الذين استغلوا انهيار الأجهزة الأمنية ليحطموا أبواب السجون، وينتشروا في مصر كلها، ويزرعوا الرعب والذعر في كل «كفرٍ» و»بندرٍ»، وكل شارع، وكل طريق خارجي وداخلي.إن الهدف من ترك البلاد تغرق في الفوضى والرعب، كما يقول البعض، هو أن تصبح «الثورة» شيطاناً يتبرأ منه المصريون بمعظمهم، وأن تجري صياغة مصر مجدداً، لا وفقاً لما كان يراود ثوار ميدان التحرير، ولا وفقاً لمواصفات عهد مبارك، وإنما وفقاً لمواصفات جديدة آخذة بالتبلور تقف وراءها مراكز قوى باتت واضحة ومعروفة... وفي الحقيقة فإن مصر إزاء هذا كله، بدأت «تقرف» ثورتها، وبدأت تتحسر على العهد البائد الذي كان يوفر الأمن والاستقرار على الأقل.