الطريق إلى مجلس الأمة كان يمر عبر المجاملات وحب الخشوم، و"تكفى" و"طلبتك لا تخليني"، وكان أيضا يقف منتظرا الإشارة الخضراء للفرعيات المتخفية في صور التشاوريات المختلفة، وكانت النتائج كما رأيتم في السابق؛ أعضاء أكثرهم لا يستوعبون ما يطرح عليهم من قضايا مهمة يغوص بعضها بالتفاصيل الفنية والمالية والقانونية وغيرها من الاختصاصات التي تحتاج إلى بعض الأدوات العلمية والثقافية لفهمها والخوض فيها، ثم إبداء الرأي واتخاذ القرار المناسب بشأنها، قضايا ستحدد مستقبل البلاد وأهلها.
الحماس الذي شهدته الكويت في السنتين الماضيتين وتفاعل الشباب من أبنائها على وجه الخصوص مع الشأن العام، ومشاركته في تكوين الرأي الكويتي حول معظم القضايا المفصلية للدولة يفتح باب الأمل نحو تفاعل أكبر وأهم في عملية الانتخابات القادمة، والسعي إلى إيصال أعضاء أكثر استعداداً، وأكبر قدرة وأنظف يداً، وأطهر سريرة، وأعظم حباً للكويت وحرصاً على مصلحتها وتطوير مرافقها وتحقيق طموحات أبنائها، وإعادتها إلى المكانة المتقدمة التي كانت تحتلها بين دول المنطقة، رائدة في كل شأن، سباقة في كل الميادين، فقد شوه بعض الأعضاء السابقين صورة هذه المؤسسة، ودفعوا الناس إلى الكفر بها، والتشكيك بضرورة وجودها وحتمية استمرارها. نحن بانتظار تفاعل أكثر نضجاً، وتمحيص للمرشحين، وفحص لتاريخهم السياسي وسيرتهم الذاتية، فعهد المجاملات ولّى دون رجعة، والتجارب السابقة كانت مؤلمة، وعالية الكلفة، والكويت تستحق الأفضل.***في هذه الأيام، وكالعادة، ستبدأ حملة الوعود الانتخابية غير المسؤولة، وسنسمع من الجميع تعهدات لو تنفذ عشرها لتحولت الكويت إلى دولة عظمى، وغدت جنة تصبو لها كل نفس وينعم بها كل من يدخلها، لذلك علينا ألا نعول على تلك الوعود كثيراً، ونبحث في الالتزامات الوطنية التي يجب أن نلزم بها من ننوي انتخابه من المرشحين، مثل الالتزام بالدستور، واحترام القوانين، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وتقديم كشف بالذمة المالية، والالتزام بحضور الجلسات، والتواصل مع الناخبين، وعدم التستر وراء الحصانة البرلمانية والاحتماء بها على عباد الله، وغيرها من الأمور التي لا تصح العضوية إلا بها، فإن لم نفعل فلا طبنا ولا غدا الشر.
أخر كلام
كلمة راس : الكويت تستحق الأفضل
14-12-2011