في بلدي النواب كالفصول؛ شديد كالصيف على المواطن والضيف، قارس كالشتاء يفعل ما يشاء، أو مجهول كالخريف ضعيف لا يخيف، أو نائب كالربيع نادر وبديع، وبعض نواب بلدي يتشابه من ناحية أخرى مع الفصول تستبق تحركاتهم، ومتى يأتون، ومتى يذهبون، فهم مسيرون وبلا عقول.
نائب الصيف؛ لا يلتفت إلى ظروف من حوله، فيطلق تصريحاته النارية الحارة بحرارة هذا الفصل، كل ما يريده الناس من هذا النائب أن يقيهم شره! متطرّف، متزمّت، يريد أن يتسيد أطول فترة ممكنة كما هو صيف الكويت، لأنه يعتقد أنه هو الحق الأوحد وكل ما سواه سلبي ودخيل وتجب محاربته... أجارنا الله من قيظهم.أما نائب الشتاء؛ فهو قارس لا يرحم، يرتجف من يقف أمامه، عالي الصوت في الحق والباطل، يرسل سهامه الحادة غزيرة كمطر الشتاء، لا يلتفت إلى مصلحة أو صوت إن أصبحت المسألة شخصية، يعتقد أنه الأقوى، وقد يكون كذلك لفترات طويلة، لكنه ينسى أن شتاءنا يكون بارداً لسنة، ويختفي سنين أخرى... هذا ما يحكيه لنا التاريخ.نائب الخريف؛ كما قلنا ضعيف لا يخيف، يأتي والناس ينتظرون الشتاء, ويعتقد البعض أنهم مازالوا في الصيف، لا يذكره أحد في الكويت، لا وجود له، ننسى أنه نائب للأمة لمرات كثيرة، تتساقط أوراقه سريعاً حتى يقال عنه "سقطت عنه ورقة التوت الأخيرة"، سريع الانكشاف والانقياد وعادة ما يكون تابعاً لأحد، يحركه كيفما يشاء، ويستطيع أن يضعه في خانة الصيف أو في خانة الشتاء.نواب الربيع؛ هم حاجة هذا الوطن، والتوازن الرائع بين الفصول، هم مطلب الأغلبية الصامتة، لكن هذا الفصل للأسف الشديد، قصير في بلدي مقارنة ببقية الفصول، فهو هادئ، متزن، ونادر.على عكس الفصول التي لا نتحكم بها، سنستطيع أن نختار بأنفسنا في الفترة القادمة الفصل الذي ستكون عليه الكويت في السنوات الأربع القادمة إذا أكمل المجلس القادم دورته، وجلوسنا في البيت لا يساهم بإيصال استيائنا مما يحدث، بل سيساهم في وصول الأسوأ وسقوط الأفضل، يقول جورج جان ناثان "من ينتخب المسؤولين الفاسدين هم المواطنون الصالحون الذين لا يدلون بأصواتهم"... لذلك فلنحاول ألا نكون منهم.
مقالات
في بلدي النواب كالفصول
17-12-2011