شاعر اللحظة الحالمة توماس ترانسترومر 2
![زاهر الغافري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1462211981272872400/1462211991000/1280x960.jpg)
ليرى نفسه فيّ».وكان قد زار مرة مصر هو وزوجته ونزل في فندق بسيط في طنطا وكتب قصيدة عن الفقر والتسول وصور الموت. هكذا يبدو الشاعر هشاً أمام الموت، بل ان الشعر نفسه لا يتجه إلا إلى تلك المنطقة المستحيلة، إلى العالم السفلي مُكللاً بسحابة سوداء وبقدرة عصية على الفهم. في شعره حال من التوحد والانسجام مع الآخر والعالم وهذه صفة لمن يعرف السويديين المنغلقين على أنفسهم قد تبدو شديدة الغرابة، لكن هذا الانفتاح على الآخر هو ما يجعل من شعر ترانسترومر مضاداً للهويات المنغلقة. ان أفقا ينفتح هو بالضرورة وفق رؤية ترانسترومر ينفتح على الآخر البعيد المختلف لتصبح الذات محل لقاء هويات متعددة.الزمن ليس خطاً مستقيماًإنه أقرب إلى المتاهةولو اتكأ المرء على مكانمناسب من الجدار يستطيع أن يسمع الخطواتالمسرعة والأصوات، يستطيع أنيسمع نفسه تمر من هناكعلى الجانب الآخر.كتب ترانسترومر مرة يقول:«أكتب دائماعلى خط الحدود – الحد الفاصل بين العالم الداخلي والعالم الخارجي، أسمي ذلك حاجز الحقيقة لأنها النقطة الفاصلة ذاتها التي تمكننا من امتلاك الحقيقة».إضاءة:لكنما الشاعر مؤكد، انه هناك مغروزا مثل الراية الوحيدة تتقاذفها الريح في أرض بعيدة. كانت الشاعرة الكبيرة مُدشنة عصر الحداثة في الشعر السويدي المعاصر «كارينبوي» قد كتبت مجموعة شعرية كاملة عن الألم، وكانت شاعرة متمردة وعاشقة كبيرة مع مسحة روحية بحكم دراستها المبكرة للاهوت. أما الشاعر السويدي غون ارايكلو فهو الذي عاش حياة صاخبة في باريس في شبابه قريبا من تلك الأرض البعيدة التي اتحدث عنها. لقد ذهب هذا الشاعر الكبير إلى الشرق والى محي الدين بن عربي تحديدا، وكانت تجربة العشق من حيث هو مفهوما صوفيا إلى حدان كتب عن العالم السفلي في كتابه الشعري، أميراميجيون.