كلمة راس:شر البلية...
منذ ما يقارب السنوات الخمس زرت دبي وقررت ألا أزورها مرة أخرى، بسبب الازدحام الشديد الذي تعانيه شوارعها الرئيسية وخصوصاً شارع الشيخ زايد والطريق التي تربط بينها وبين إمارة الشارقة، لكن وبعد إلحاح بعض الأصدقاء قررنا الذهاب من جديد إلى دبي، عبر الطريق البري، وعندما وصلنا إلى شارع الشيخ زايد كانت المفاجأة الكبرى، فقد زال الازدحام الذي كانت تعانيه، ووجدنا انسياب السيارات طبيعياً، والوصول إلى المقصد سهلاً وميسراًً رغم التطور الهائل في العمران وتضاعف أعداد السيارات بصورة يلحظها الإنسان من أول وهلة، وكأنما ضربت شوارع دبي بعصا سحرية، أو انهم اطلعوا على الكلمة السرية للحلول المرورية التي ظللنا نبحث عنها في الكويت ومازلنا مدة قد تزيد على العشرين سنة.
في الكويت كل الطرق السريعة أصبحت بطيئة جداً وسبباً في انتشار حالات الاكتئاب والتزام الناس منازلهم وانخفاض معدلات الإنتاج، فالموظف لا يصل إلى مقر عمله إلا بعد أن يتعكر مزاجه، وتتكدر حالته النفسية، لماذا تبلدت العقول في الكويت؟ لماذا تتأخر الحلول؟ لماذا تشغلنا الصراعات السياسية عن الالتفات إلى تطوير البلد؟ بعض الأحداث والمواقف تحير الإنسان فلا يدري هل يضحك أم يبكي... ومن أمثلة ذلك ما حدث لي في الأسبوع الماضي، راجعت وزارة الكهرباء والماء للحصول على براءة ذمة، فاكتشف الموظف أن علي مبالغ متأخرة على منزل بعته منذ عشر سنوات، وأخذت براءة ذمة رسمية عليه واشتريت عقاراً آخر واستخرجت براءة ذمة لأكثر من مرة، لكنه أصر، ولم يكن لدي طريق إلا أن أدفع مذعناً لإصرار الدولة... أنا لا أجادل هنا بصحة المبلغ أو خطئه، فأنا لا أحتفظ بالفواتير التي دفعتها منذ أكثر من عشر سنين، لكنني أتساءل عن مصداقية العمل ومصداقية شهادات براءة الذمة، وصحوة الموظفين بعد كل هذه المدة الطويلة، ثم أين النظام الآلي؟ إذا كان الموظفون نائمين فماذا عن كمبيوتر الوزارة؟ إنها الحالة التي تمر بها معظم وزارات الدولة... إنها حالة المضحك المبكي.