سنذهب إلى الغابة والحياة البرية، وسنراقب تحركات قطعان ومجموعات الوحوش والحيوانات الأخرى والطيور أيضاً. لن نطيل في المقدمة وسنبدأ مباشرة مع الذئاب، أنظر إلى قطيعها، إنهم في حركة دائمة، لهم زعيم واحد، لا أعرف كيف أخذ الزعامة ولكن الأكيد أنها ليست بالأقدمية؟ هل لديه فطنة وذكاء ودهاء أكثر من غيره؟؟ يمكن! لا تجد أحدهم جالساً أو مستغرقاً في النوم بينما الآخرون يعملون وينتشرون، فالمتخلف لا يستطيع اللحاق بركب العاملين وسيفقدهم لأنهم سيغادرون، وعندما يبحث عنهم ليجدهم لن تقبله المجموعة، ستطرده، لن تأكله لأن "الذيب ما ياكل الذيب".
هناك حيوان صغير اسمه الميركات، زعيم هذه المجموعة يتميز بالشجاعة والإقدام واستقبال المخاطر في سبيل "ربعه"، وفي المقابل تعيش المجموعة وترعى مطمئنة لثقتها بحسن رعايته واهتمامه. وعندما يهجم النسر فإن أول ضحاياه هو هذا القائد أو رئيس القسم (المجموعة)، ينتهي مستقبله الوظيفي ليحيا وينتج ويستمر عطاء مؤسسته ومجموعته. لقد خلف من بعده من يتولى القيادة ويرأس المجموعة ويواجه نفس المصير المفزع، تعاقب وظيفي "ولا أفضل".كلكم تنتظرون ماذا سيقال عن الأسد! إليكم ماذا يفعل قطيع الأسود؛ إنهم يعيشون في مجموعة تأتمر برئيس متوج لا تخرج أبداً عن طاعته ويمكن أن تصبر على الجوع لأسابيع دون أن تبدي تذمراً أو تضجراً أو تحاول الانتقال إلى مكان آخر، لدى زعيمها رؤية واضحة ولدى المرؤوسين إخلاص دائم لعملهم، وهذا اختبار للمرؤوس قبل الرئيس ينجح فيه الجميع... غالباً. وعند اصطياد الفريسة يأكل الزعيم أولا (يقال إن أصول الأسد من الجزيرة العربية) ويأتي بعده الذين بذلوا جهداً في المطاردة والإجهاز على الضحية، ويترك البقية للأقل جهداً وصغار الأسود.ولنطير قليلاً مع الحمام والكرك والبط البري، فهناك تبادل منظم للأدوار، فلا وجود لزعيم دائم أثناء رحلة العبور من الصين إلى إفريقيا وبالعكس، فالأقوى وصاحب الاستطاعة هو الذي يتقدم للقيادة، أنظر إلى أسرابها وهي تمر في شهري أبريل ونوفمبر لتلاحظ تبادل القيادة في الجو. وأيضا، فإن قرار النزول للرعي والشرب ليس فردياً، ولكن يخضع لخبرة بعض الطيور التي عبرت من قبل، بالإضافة أن هناك مجموعة لجمع البيانات تسبق الجميع على المكان ويلحقها بقية السرب. قيادة حكيمة تشاور قبل أن تقدم.ولكن يعيب هذه المجموعة أن هناك مخلوقات تسمى "بشر" قد تركوا أعمالهم واستعدوا لهم... بـ"الشوازن"!
مقالات
مع الطبيعة
06-08-2011