كلمة راس : الصناديق تقود إلى الإسلام
ما حدث في تركيا من وصول الإسلاميين إلى الحكم بعد حركة التغريب القسرية التي بدأت منذ انقلاب كمال أتاتورك على الحكم العثماني، وتحويل البوصلة السياسية والاجتماعية في تركيا نحو الغرب ومحاربة كل شيء له صلة بالإسلام، وقمع كل محاولة للعودة إلى الأصل حتى لو جاءت بالطرق الشرعية التي وضعها النظام واشترطها لمزاولة العمل السياسي، لكنهم يريدون والله يريد ولا يقع إلا ما يريده الله، "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" فقد كانوا ينتهجون القمع والبطش لإجبار الناس على التزام التغريب منهجاً وطريق حياة تزلفاً وتقرباً إلى المجتمع الأوروبي الذي اضطر قادته في مرحلة العولمة إلى الضغط على العسكر في تركيا لانتهاج الانفتاح السياسي ونزاهة الانتخابات وتطبيق حقوق الإنسان لتكون جواز المرور إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ودخول السوق الأوروبية المشتركة، فكان رضوخهم طريقاً إلى الانعتاق من الحكم الجبري إلى حكم الصناديق الشفافة، وكانت الصناديق الشفافة طريقاً إلى الإسلام، وما حدث في تركيا عاد ليتكرر في تونس، فبعد سقوط الطاغية بن علي، الذي كان حكمه استمراراً للحكم الفردي الذي جثم على صدر تونس وشعبها منذ الاستقلال دون أن يترك للشعب متنفساً، ولا يسمع لهم صوتاً، وسعى سعي أتاتورك وتوجه بالسفينة نحو الغرب وبذل جهده وقوته للابتعاد بها عن الشرق وما يحمله من عقيدة وتراث، لكن نهايته ونهاية نظامه ولله الحمد والمنة لم تكن أحسن حالاً من نظام أتاتورك المقبور، فكان الذل والصغار بانتظاره، وكانت الصناديق الشفافة بديلاً عن حكمه، وكانت إرادة الشعب التونسي رغم سنين التغريب تلك باختيار الإسلام قائداً وحاكماً لتونس في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها.
ولعل المؤشرات كلها تشير إلى أن النتيجة ستكون مشابهة في مصر لتلك التجربتين، فالقرار الحر للشعوب العربية الإسلامية لن يكون إلا للإسلام مهما حاول الأعداء الخارجيون وسعوا بالتعاون مع أتباعهم في الداخل لمنع الإسلام من العودة إلى مركز القرار، لأنهم يعلمون جيداً أن هذه الأمة لن تقوم لها قائمة إلا بالعودة إلى دينها وعقيدتها وهويتها الإسلامية والله يحكم ولا غالب لحكمه.