تخيلوا معي أن عدد سكان الأرض ستون مواطنا لا أكثر، ونصفهم من الإناث والنصف الآخر من الذكور طبعا، فهل تعلمون أن تسعة منهم تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين، وأن 12 آخرين في مرحلة الطفولة؟

Ad

وانتبهوا إلى هذه المعلومة، فإن 15 من ضمن «ربعنا» أهل الأرض الستين يعانون الفقر والحاجة والمجاعات، بالإضافة إلى أن سدس العالم المكون من ستين شخصا لا يجدون الماء الصالح للشرب، ولا ننسى أن نذكر أن 11 من هؤلاء السكان «ما يفكون الخط».

الآن لنذهب إلى جانب آخر من هذا العالم الصغير الذي يبلغ سكانه ستين شخصا «كما اتفقنا»، هذا الجانب المخيف الذي لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يخفيه لنا أو حتى ما يظهره لنا أيضا، إنه عالم الإنترنت والتواصل الإلكتروني الذي يجب أن تحسب حساب طرفة عينك حتى لا يفوتك شيء.

 فإن لم تكن جزءا من قافلة هذا العالم فإنك بلا شك ستكون عبئا عليه وحسرة على نفسك، وستجد نفسك في صحراء الفاكس والبريد والصادر والوارد، والعدد القادم من المجلة الشهرية، و»روح شيك صندوق بريدنا».

المهم في هذا الأمر، وعلى الرغم من مشكلات العالم المادية والغذائية و»بلاوي» الفقر ونقص التعليم، فإن المجموعة التي استطاعت التعامل مع هذا الشبح قد استخدمت الرسائل الإلكترونية لأكثر من ترليون مرة، أي بمعدل مليون رسالة لكل مواطن على هذه الأرض وذلك فقط في سنة 2010.

وإذا كان العالم ستين شخصا «تذكرون؟»، فإن 21 شخصا منهم يستخدمون الإنترنت، وبزيادة سنوية قدرها شخصان، بمعنى أن 70% من العالم يستخدمون الإنترنت في حال استثناء الأطفال. والمضحك المسلي أن 90% من هذه الرسائل تعتبر «جنك» يعني مزعجة لا فائدة منها.

وإذا أردت التجول بين المواقع لتكتسب المعلومات وتشارك بالآراء، وتحصل على البيانات، وتضيف الإضافات والمدخلات، وإذا استعصت عليك مشكلة وأردت أن تبحث عن حلها، وإذا أردت شراء ما تريد صغر أو كبر «في أكبر من الطيارة؟»، وسواء كانت نواياك سليمة أو حتى شريرة، فما عليك سوى أن تختار بين 255 مليون موقع إلكتروني فقط لتحصل على مرادك؛ عليك فقط أن تتذكر نقطتين أساسيتين، إحداهما أن تعرف ماذا تريد وإلى أين أنت ذاهب، والأخرى أن تعلم أن الله يراقبك... ورحلة إلكترونية سعيدة.