حامل أختام خامنئي!
"من أول غزواته كسر عصاته"، فالشيخ الجليل "المجاهد" خالد مشعل بادر فوراً بعد تحويل "حماس"، بقرار من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، إلى فرع للإخوان المسلمين في فلسطين، إلى الاستنجاد بالأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي مع كل الاعتذار ينطبق عليه وصف "الرجل الطباشيري"، أي لا لون ولا طعم ولا رائحة، لإرساله بمهمة إلى دمشق لإقناع بشار الأسد وطاقمه العسكري والأمني بالتخلي عن الحلول العسكرية والأمنية لأزمة سورية المتفاقمة والمستفحلة، واستبدالها بالحلول السياسية "لتجنيب سورية المؤامرات التي تحاك ضدها"! ولعل ما يكشف أموراً خفية وأسراراً كان بالإمكان أن تبقى مدفونة في صدور "سماسرة" الألاعيب والصفقات السياسية القذرة أن العربي, أي الأمين العام للجامعة العربية, قد "فَلَتت" منه معلومة, وهو يُسوّق خالد مشعل للقيام بمهمة حمل رسالة إلى بشار الأسد والقيادة السورية, أشار فيها إلى أن "حماس" هي التي أقنعت النظام السوري بتوقيع "البروتوكول" العربي الفاشل الذي استقبلته دمشق بحاويات النفايات، مع أن ما كان قيل سابقاً هو أن إيران هي التي حققت هذا الإنجاز العظيم، وهي التي جاءت بما لم يستطعه لا الأوائل ولا الأواخر. كان المعروف أن خالد مشعل بقي منحازاً لحكاية تحالف "المقاومة والممانعة"، وأنه كقائد فلسطيني إسلامي حاول إقناع "إخوان سورية" بأن يستجيبوا للوساطة الإيرانية، وأن يوافقوا على عرض سخي من قبل بشار الأسد بأن يُعطوا أربع حقائب وزارية في حكومة سورية جديدة، إن وافقوا على هذا العرض، لقاء تنصلهم من هذه الثورة وهذه الانتفاضة، ويبيعوا أنهار الدماء التي سالت، لكنهم بالطبع رفضوا هذا ورفضوا لقاء المبعوثين الإيرانيين الذين حاولوا الالتقاء بهم في إسطنبول، وحقيقة إن هذا وذاك, أي هذه الوساطة القديمة وهذه المهمة الجديدة, تُظهران كم أن مسؤولاً فلسطينياً بهذا الحجم، من المفترض أن قضيته المقدسة, قضية فلسطين, تفرض عليه أن يبقى حيادياً بالنسبة لمثل هذه المسائل، وأن يبقى تنظيمه بعيداً عن هذه الألاعيب، تحول إلى سمسار سياسي، وإلى مجرد حامل أختام للولي الفقيه علي خامنئي. إنه انحياز واضح بأمر من الولي الفقيه في طهران ضد شعب شقيق عظيم قدم كل هذه التضحيات، والواضح أنه سيقدم تضحيات أكثر وأكثر من أجل التخلص من استبداد دموي بقي مستمراً منذ أكثر من أربعين عاماً، وإعادة صياغة حياته السياسية وحياة بلده، على أساس الكرامة والحريات العامة والمواطنة الصحيحة والتداول على السلطة واستعادة النسيج الاجتماعي الذي دمر على مدى كل هذه السنوات الطويلة، وهنا فإنه لابد من الإشارة إلى أن بعض المعلومات قد تحدثت عن أن شيخ "حماس"، الذي أوقف العمل العسكري، ويستعد الآن لأن يصبح "أميراً" لفرع الإخوان المسلمين الفلسطيني, الضفة الغربية وغزة, قد وجه انتقادات شديدة إلى الرئيس محمود عباس (أبو مازن) والجنرال عمر حسن البشير، لأن فلسطين والسودان قد وافقا على قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية، وهذا أيضاً لا يمكن أن يكون إلا بتعليمات وأوامر صارمة من علي خامنئي "أدام الله ظله الظليل"!