السفيرة الأميركية تقول في إحدى رسائلها السرية التي كشفها «ويكيليكس» إن الكويت لن تبقى إلى سنة 2020 وترجع ذلك إلى أسباب الفساد المالي المتفشي في الدولة وانشغال أعيانها ـ كما تقول ـ بنهب ثرواتها.

Ad

نحن نعلم أن رسائل وتقارير السفراء تخضع للرأي الشخصي وعادة ما تبنى على ما تتناقله الصحف اليومية وعلى الكلام الذي يسمعه الدبلوماسيون في الديوانيات، وهو ليس بحثاً علمياً، ولا يشترط فيه التحري والدقة، لكنه وعلى كل الأحوال أمر خطير لاسيما أنه صادر من سفيرة الدولة الأعظم في العالم، والدولة الصديقة الأولى والتي تربطنا بها اتفاقيات أمنية غاية في الأهمية في ظل الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة.

الكلام عن الفساد في الكويت تجاوز كل الحدود، وبدأ الخصوم السياسيون يتقاذفون الاتهامات كأنما يتقاذفون كرة القدم، السهام طالت الجميع في السلطتين التنفيذية والتشريعية، بل تجاوزتهما إلى مجالات أخرى مثل الإعلام والمناقصات وغيرهما دون أن نرى تحركا جاداً يوقف هذه الحملات، ويزيل الشكوك، ويصحح المسار  وينفض الغبار والضباب الذي كاد يغطي صورة الكويت المشرقة دائماً، النقية، الصافية التي كانت مصدر فخر واعتزاز لكل منتسب لها، كما كانت مضرب الأمثال بالشفافية والتزام القانون.

****

حادث هجوم المتظاهرين المصريين على السفارة الإسرائيلية في القاهرة واقتحامها دليل على خسارة المراهنين على انتهاء الحس القومي والديني لدى الشعوب العربية، وأن التفات الحكام العرب عن هذه الحقيقة سيكلفهم كراسيهم طال الزمان أم قصر، وأن التقرب للغرب على حساب العقائد الراسخة في صدور الناس والركون إلى قوتهم لن يحميهم من ثورة شعوبهم وانتفاضتها مطالبة بالحرية والعزة، فلا يمكن لشعب كالشعب المصري الصبر على المذلة لمدة أطول وهو يرى النموذج التركي المتحالف مع الغرب يثور لكرامة أبنائه ويتخذ القرارات الصعبة بمقاطعة الكيان الصهيوني لاعتدائه على مجموعة من الأتراك خارج الأراضي التركية، لذلك كانت ردة الفعل المصرية عنيفة بعد أن عجزت الحكومة هناك عن اتخاذ القرار الرادع على هجوم القوات الإسرائيلية وقتل المواطنين المصريين داخل الحدود المصرية... نعم قد يفسر البعض ما يحدث في مصر بانفلات أمني وغياب لهيبة الدولة، لكن هيبة الدولة سقطت في عين الشعب عندما عجزت الحكومة عن الرد على التجاوز الإسرائيلي على كرامتها وهيبتها.