من المتعارف عليه طبياً أن هناك حالات معينة يضطر فيها الطبيب إلى إجراء عملية قيصرية للمرأة الحامل، لإخراج الطفل لأسباب صحية، فقبل عشر سنوات مضت لم يكن الأطباء يوافقون على إجراء عمليات قيصرية من دون سبب، لكن في السنوات الأخيرة ازداد عدد النساء في كردستان بشكل خاص والعراق عموماً اللواتي يفضلن إجراء العملية القيصرية على الولادة الطبيعية، رغم عدم وجود الأسباب الصحية التي تستدعي ذلك.

Ad

وتقول الطبيبة الاختصاصية في أمراض النساء والولادة في محافظة السليمانية رنا كفاح: "كل شيء تغير في العراق حتى الولادة أصبحت على الموضة، طالما أن هناك أسراً باستطاعتها الإنفاق على مثل تلك العمليات التي تجرى فقط في المستشفيات الخاصة، والتي تصل قيمتها إلى مليون دينار عراقي، أي أكثر من 800 دولار، خاصة مع تطور الطب وتقدمه، حتى أصبح الأمر سهلاً جداً". وتشير إلى أن هناك حالات مثلاً تطلب إجراء العملية في التاريخ الفلاني لأهميته أو لتميــــــزه، مثلما حــــــدث فــــــــي 2011-11-11، إذ تمت ولادة أكثر من 50 طفلاً بعمليات قيصرية في هذا اليوم في مستشفى واحد خاص في السليمانية، فما بالكم بالمستشفيات الأخرى، لأن التاريخ مميز وجذاب! وتذكر الطبيبة أن من بين الحالات الغريبة طلب بعض الأمهات ولادة طفلها في يوم عيد ميلادها أو يوم عيد ميلاد زوجها، ليكون في نفس يوم عيد ميلاد الأب أو الأم، خصوصاً إذا كان لا يفصل بين الاثنين سوى أيام معدودة.

وفي مسح أجرته منظمة الصحة العالمية في العراق عام 2006 تبين أن 20 في المئة من الأطفال ولدوا في ذاك العام قيصرياً، ولم توضح الدراسة إذا كانت العملية القيصرية هي السبيل الوحيد لإتمام الولادة أم أنها من باب الموضة السائدة هذه الأيام.