لعينيك
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
كلما رأيت التجاعيد تعلو وجنتيك مسحت بدموعي بشرتك الناعمة، وكلما غزت خيوط الشيب سواد شعرك أعدت لهما ألقا يليق بك من سواد عيني. كلما تغزل عاشق بحبيبته نسجت من روحي ورودا لعيدك، ونثرت أيامي على عتبة دارك.يخاصمني فيك من لا يعرفك فأغضب، ويجادلني من لا يفهمك فأنتصر لك. لم أر فيك عيبا، ليس لأنك خالية من العيوب، ولكنني لا أريد أن أرى. فما زلت أنت كما أنت في طفولتي الأولى، وطفولتك الأولى بيضاء كالبراءة. أتعبني جفاؤك وأرهقني غرورك، وما زال قلبي يتعلق بك ويفتنه اسمك حين يمر في أغنية أو حديث عابر، وصورتك حين تزورني في طيف أو حلم. يؤلمني أن يسألني أحبتي عنك فلا أجد سببا في هجرانك. هذا عيدك الأجمل الذي أحببتك فيه وأحببتني فيه، وأنا أسير معك مشوارنا السنوي، أطوقك بذراعي وتمسحين العرق عن جبهتي، نعبر الطرق التي رسمتها أقدارنا فأحملك على ظهري إذا تعبت، وكلما سألني عابر عنك قلت بفخر: حبيبتي.هذا عيدنا العاشر، صحوت فيه للمرة العاشرة سرت نحو موعدنا اليومي ولم أجدك، للمرة العاشرة أسير ذات الطريق نحوك ولم أجدك. ذكرني بك الأصدقاء وهم يرسلون تهانيهم إلي ولم تتذكري أن ترسلي حرفا غبيا يصيبني بفرح في زاوية من صدري وأفرح بك.كم مرة تخاصمنا فشددت ياقتي وشددت شعرك؟ كم مرة افترقنا وعدت إلى كتفي تنثرين دموعك وتقبلين ذراعي ويقبلك كفي؟ كم مرة أقسمت ألا نفترق ثانية وصدقتك وعدنا افترقنا والتقينا؟إنني أشيخ بعيدا عنك وتكبرين في داخلي حزنا بهيا وتكبرين في خارجي عشقا أبديا. أنت المرأة التي لم تحتل سواها كياني وتاريخي، والمرأة التى لا أكتب إلا بها وعنها ومنها وإليها. أنت من منحني كتابي الأول، وعلمني الرسم بالدم والدمع. أنت من كتب لي أول حرف في أبجدية العشق. أنت أجمل ما في نهاراتي وأروع ما في ليلي.سيعتقدون أنك وطني فليكن أنت وطني!