رحلة الطلب الفلسطيني!

نشر في 28-09-2011
آخر تحديث 28-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 صالح القلاب المفترض أن تبدأ اليوم رحلة الطلب الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي، وهي قد تمتد إلى أسابيع وربما إلى شهور، فالأمر في غاية التعقيد، والولايات المتحدة, تساندها مجموعة الاتحاد الأوروبي, تسعى إلى تجنب حرج استخدام حق النقض "الفيتو" بالضغط وممارسة المزيد من الضغط على دول ثلاث يعتبر صوت أو امتناع أيٍّ منها عن التصويت كافياً لعدم حصول الفلسطينيين على التسعة أصوات المطلوبة لتمرير طلبهم والموافقة عليه.

هناك الآن أصوات محسومة لحساب الطلب الفلسطيني هي أصوات روسيا والصين وجنوب إفريقيا والهند ولبنان والبرازيل، وبهذا فإن الأصوات الثلاثة المتبقية هي صوت نيجيريا والغابون والبوسنة والهرسك، وتقول المعلومات الفلسطينية إن هذه الدول من حيث المبدأ مضمونة إلا أن الضغوطات الأميركية والأوروبية الهائلة قد تفلح بإجبار إحداها على الامتناع عن التصويت فيحقق الأميركيون والأوروبيون ما يريدونه.

وبهذا فإن الفترة التي ستستغرقها رحلة الطلب الفلسطيني يجب أن تُستَغل من قبل العرب والفلسطينيين لتحصين مواقف هذه الدول الثلاث التي جميعها يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة منذ فترة سابقة، ويشار هنا إلى أن موقف نيجيريا شبه مضمون في حين أنه بالإمكان تحصين موقف الغابون التي فيها استثمارات عربية هامة والتي تربطها علاقات متينة بالمملكة المغربية من خلال تحرك عربي جاد وبسرعة.

ويبقى هنا أن هناك مخاوف من موقف البوسنة والهرسك على اعتبار أن تداول السلطة بين المسلمين والصرب قد يدفع المندوب الصربي إلى التصويت أو الامتناع عن التصويت لحساب الأميركيين والأوروبيين، وهذا كما يقال يمكن تلافيه من خلال إفهام الدولة الصربية التي لها التأثير الحاسم على هذا المندوب الصربي في رئاسة دولة البوسنة والهرسك بأن ثمن مثل هذا الموقف سيكون اعتراف الدول العربية كلها بدولة "كوسوفو" المرفوضة من قبل بلغراد.

إنها معركة وهي معركة طاحنة، وعلى العرب أن يُثبتوا وجودهم هذه المرة بإفهام الدول المتأرجحة المواقف بأنه لا مجاملة بالنسبة لهذا الأمر ولذلك، وبما أن العلاقات الدولية تقوم على المصالح المتبادلة فإنه على الدول العربية أن تتعامل مع الغابون والبوسنة والهرسك ونيجيريا أيضاً على أساس: "أن العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص".

وحتى بالنسبة للأوروبيين الذين "يُقاقون" عندنا ويبيضون في العش الإسرائيلي فإنه لابد من إفهامهم أن اللون الرمادي بالنسبة لهذه الأمور غير مقبول، وأن الموقف الأوروبي يجب أن يكون إما هنا وإما هناك، وكل هذا مع التذكير بأن المصالح الأوروبية هي مع العرب ومع حوض البحر الأبيض المتوسط وليس مع إسرائيل التي بقيت تبتزهم وبقيت تضغط عليهم بما فعله النازيون عشية الحرب العالمية الثانية وخلالها منذ نهايات أربعينيات القرن الماضي حتى الآن.

back to top