رحلة الطلب الفلسطيني!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وبهذا فإن الفترة التي ستستغرقها رحلة الطلب الفلسطيني يجب أن تُستَغل من قبل العرب والفلسطينيين لتحصين مواقف هذه الدول الثلاث التي جميعها يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة منذ فترة سابقة، ويشار هنا إلى أن موقف نيجيريا شبه مضمون في حين أنه بالإمكان تحصين موقف الغابون التي فيها استثمارات عربية هامة والتي تربطها علاقات متينة بالمملكة المغربية من خلال تحرك عربي جاد وبسرعة. ويبقى هنا أن هناك مخاوف من موقف البوسنة والهرسك على اعتبار أن تداول السلطة بين المسلمين والصرب قد يدفع المندوب الصربي إلى التصويت أو الامتناع عن التصويت لحساب الأميركيين والأوروبيين، وهذا كما يقال يمكن تلافيه من خلال إفهام الدولة الصربية التي لها التأثير الحاسم على هذا المندوب الصربي في رئاسة دولة البوسنة والهرسك بأن ثمن مثل هذا الموقف سيكون اعتراف الدول العربية كلها بدولة "كوسوفو" المرفوضة من قبل بلغراد.إنها معركة وهي معركة طاحنة، وعلى العرب أن يُثبتوا وجودهم هذه المرة بإفهام الدول المتأرجحة المواقف بأنه لا مجاملة بالنسبة لهذا الأمر ولذلك، وبما أن العلاقات الدولية تقوم على المصالح المتبادلة فإنه على الدول العربية أن تتعامل مع الغابون والبوسنة والهرسك ونيجيريا أيضاً على أساس: "أن العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص".وحتى بالنسبة للأوروبيين الذين "يُقاقون" عندنا ويبيضون في العش الإسرائيلي فإنه لابد من إفهامهم أن اللون الرمادي بالنسبة لهذه الأمور غير مقبول، وأن الموقف الأوروبي يجب أن يكون إما هنا وإما هناك، وكل هذا مع التذكير بأن المصالح الأوروبية هي مع العرب ومع حوض البحر الأبيض المتوسط وليس مع إسرائيل التي بقيت تبتزهم وبقيت تضغط عليهم بما فعله النازيون عشية الحرب العالمية الثانية وخلالها منذ نهايات أربعينيات القرن الماضي حتى الآن.